روى مهاجم المنتخب ونادي الهلال ياسر القحطاني للجمهور مشاهداته التي حاول نقلها عن البطولات والتضحيات الجليلة التي يقدمها الجنود المرابطون في الحد الجنوبي. جاء ذلك خلال حديثه في الأمسية التي أدارها الإعلامي مالك الروقي أمام جمهور كبير، غصت بهم جنبات قاعة مسرح حكايا المرابطين ضمن فعاليات مهرجان #حكايا_مسك، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز "مسك" الخيرية في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات.
واستهل القحطاني الأمسية بتقديم أسمى معاني الشكر لنائب خادم الحرمين الشريفين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على إتاحته الفرصة له مع محمد السهلاوي لزيارة الحد الجنوبي، وكذلك جمعية مسك الخيرية. وشارك "القحطاني" في الأمسية الجندي المصاب محمد البركاتي، الذي شدد بدوره على عزمه العودة للدفاع عن هذا الوطن بعد تعافيه من إصابته، وقال: بُترت قدمي بعد إصابتي، لكني عازم على العودة بكل ما أوتيت من قوة في سبيل الوطن.
وخلال حديثه أكد القحطاني لـ"البركاتي" أن انتصاراته وإنجازاته الكروية التي حققها طيلة مسيرته الرياضية لا تساوي شيئًا أمام بطولته التي قدمها.. وقال: "قدمك التي فقدتها في سبيل الدفاع عن هذا الوطن تعادل كل الميداليات التي حققتها". وأضاف القحطاني: "شاهدت في الحد الجنوبي صورًا ومشاهد تدعو للفخر، وتجسد أمامي المعنى الحقيقي لما نردده دائمًا (بالدم بالروح أفديك يا وطن)". وأردف: "وقفت تحت العلم السعودي في محافل عدة، لكن في الحد الجنوبي كانت التجربة مختلفة؛ إذ رأيت المعنى الحقيقي للوطنية في أقدام وبسالة جنودنا الأبطال؛ فهم يتسنمون ذروة مراتب الشرف في الذود عن حياض هذا الوطن وحمايته وخدمته". وتابع نجم الهلال: "نحن السعوديين ننتمي للوطن؛ وكل ما يمسه يمسنا، وسنرد على كل من حاول الإساءة لهذا البلد والمساس بأهله وحكومته".
وعن سبب تأخُّر زيارة اللاعبين للحد الجنوبي ومشاركتهم الأبطال بعد مُضي سنتين ونصف السنة أوضح القحطاني أن الأمر يرتبط بإجراءات وترتيبات معينة مع الجهات المسؤولة.. وقال: نحن اللاعبين قد تتعارض أوقاتنا مع المواعيد المسموحة للذهاب للحد، ولكن تأكد أن كل لاعب ورياضي يتشرف بزيارة الحد الجنوبي، والالتقاء بجنودنا الأبطال.
وأكد القحطاني أن وحدة الوطن وتماسك أبنائه وتلاحمهم أعظم وأهم من ميولهم.. فقبل أن ننتمي لميول رياضية مختلفة نحن سعوديون، ونعشق هذا الوطن ومقدساته وقيادته. الرياضي واللاعب مواطن أولاً وقبل كل شيء.
واستبعد القحطاني قدرة الإعلام على نقل الصورة الكاملة عما يسطره الأفذاذ من ملاحم البطولة الفريدة، ولفت إلى دور الجانب الأمني في ذلك.
وفي سياق متصل، نوه القحطاني بالدعم اللامحدود الذي يجده الشباب السعودي من قيادته المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونائبه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، داعيًا هذا الجيل لاستغلال فرص الرعاية والاهتمام من قيادتهم بالارتقاء بهذا الوطن بعملهم وبإخلاصهم وولائهم المتأصل في عروق كل مواطن سعودي. وأضاف: "معنويات أبطالنا على الحد الجنوبي كانت رائعة وإيجابية لدرجة أننا عدنا بمعنويات عالية جدًّا؛ إذ شعرنا بدرجة عالية من الإحساس بالأمن والأمان من خلال تضحياتهم ودمائهم الزكية".
وعن كيفية تصدي الشباب للرسائل الإعلامية المغرضة والمعادية للمملكة شدد القحطاني على أنه يجب علينا أن نكون الدرع الأول لهذا الوطن للتصدي لهذا الهجوم الإعلامي المعادي باستثمار حساباتنا في مواقع التواصل؛ فنحن مستهدفون ومحسودون من خلال حرب إلكترونية عبر مواقع التواصل على ما ننعم به في بلادنا من أمن وأمان واستقرار ورغد العيش.
وعن رسالته للمرأة السعودية الشريكة في الانتصارات لأبطالنا في الحد من خلال أمهات وزوجات الشهداء قال القحطاني: "أم وأخت وبنت وزوجة الشهيد تقلدن وسام الشرف الذي لا يُنزع منهن مدى الحياة".
وفي ختام تصريحه أبدى القحطاني لـ"سبق" إعجابه الشديد بما يتمتع به الجنود الأبطال في الحد الجنوبي من معنويات عالية، لا يمكن وصفها، شاهدها في ابتساماتهم وضحكاتهم وترحيبهم وكرمهم.. وقال: "يُشعرونك بأنك ضيف في الحد الجنوبي حيث مواجهة العدو. هذا بحد ذاته يكفي ليمدك بطاقة إيجابية عالية، وبروح معنوية لا توصف".