"القريشة".. عادات حائلية قبل رمضان تلاشت ثم ظهرت مع الجيل الجديد

بدأت منذ منتصف شعبان حتى مساء أمس
"القريشة".. عادات حائلية قبل رمضان تلاشت ثم ظهرت مع الجيل الجديد
تم النشر في

تصوير منال الطلاع: احتفل العديد من أُسر حائل منذ منتصف شعبان حتى مساء أمس بعادة سنوية لدى لبعضهم، اتخذت أسماء "القرش أو القريشة"، واندثرت عند البعض، فيما غيَّر الآخرون طريقة احتفالهم بها، وخصوصًا بعد الانفتاح الذي انساق خلفه العديد من أبناء وبنات حائل، وذلك بعد ثورة التعارف عبر التقنية الحديثة.

واعتبر الحائليون المعاصرون "القرش" اجتماعًا عائليًّا في المقام الأول لتنظيم أوقات ومواعيد تفطير أبناء العائلة الواحدة، بعكس الحائليين القدماء الذين اعتبروه توديعًا لشعبان واستقبالاً لرمضان.

وأشار عبدالله التميمي إلى أن اسم هذه المناسبة في الأصل هو "القرش"، إلا أنه اختلف إلى أسماء مشتقة من أصله، كالتقريشة والقريشة.

وأضاف: هي عادة قديمة عند حاضرة حائل قبل باديتها لاجتماع عوائلها لتتذاكر ما يجب على الصائم فعله، والحذر من مخالفات الصيام. فيما يشرع أبناء تلك العوائل بتوضيح أمور الصيام وأحكامه لمن وجب عليه الصيام ذلك العام، حتى اعتبرها الأبناء بمنزلة المحاضرة الدينية الشاملة قبيل شهر رمضان، قبل انتشار العلم عبر وسائل متعددة، أدت إلى قتل تلك الاجتماعات لانتفاء السبب.

ورأت أم أروى أن القريشة ما زالت مستمرة رغم ضعفها في سنوات قريبة ماضية، فيما بدأت تعود لقوتها بطرق مختلفة بعد توافر الإمكانيات - ولله الحمد -؛ فتم نقلها للاستراحات والمقاهي بدلاً من منزل أكبر العائلة سنًّا، وتم أيضًا استخدام التقنية في الدعاية لها؛ فمواقع التواصل الاجتماعي خلقت سمة جديدة لها؛ فبدلاً من حصرها على العائلة انتقلت إلى الأصدقاء فيما بينهم، والصديقات فيما بينهن، خاصة بعد تبادل العادات بين أبناء مجتمع حائل الممزوج بين البادية والحاضرة؛ ما جعل العادات تنتشر بين أبناء المجتمع الحائلي كله دون حصرها على عوائل معينة قديمًا.

وأشار سعد الشمري إلى أن الاجتماع الذي يحصل قبيل رمضان لا تحدده مدة زمنية؛ فالاجتماعات الأسبوعية لمعظم العوائل بحائل حلت محل ذلك الاجتماع؛ ففي الوقت الحاضر يقصد من القريشة الاجتماع بين العوائل لمناقشة برنامج الأسرة في رمضان، الذي يتنوع بين برامج ثقافية ورياضية واجتماعية.. وعادة ما تتم هذه في آخر اجتماع للعائلة قبيل رمضان، سواء كان الاجتماع أسبوعيًّا أو شهريًّا.

 وأكدت منال العتيبي أنها تحتفل للمرة الأولى بالقريشة مع زميلاتها من بنات حائل، وأنها شعرت بليلة استقبال رمضان كليلة العيد؛ وذلك بعد الحفلة التي أقامتها لهن زميلتهن بالسنة التحضيرية بالجامعة؛ للتعرُّف على عادات أبناء حائل في المناسبات المختلفة.

يُذكر أن العديد من أبناء وبنات حائل، الذين يمثلون هذا الجيل، رفضوا فكرة الاحتفال بالقريشة معتبرين ذلك ربما يدخل بالبدعة؛ إذ أنكر بعض المعلمين والمعلمات في المدارس على الطلبة هذه الطريقة لسد ذريعة اعتقاد أبناء الجيل القادم أنها شعيرة دينية، لها ارتباط بالشهر الفضيل.

وسجلت محال بيع الورد الطبيعي وتجهيز الحفلات بحائل والاستراحات إقبال المواطنين على شراء مستلزمات تلك العادة، أو الهدايا العائلية التي تقدَّم بمناسبة قدوم الشهر الفضيل بدون إقامة حفلة بذلك. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org