أكد زعماء الوطن العربي خلال انعقاد أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته الثامنة والعشرين التي بدأت في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية اليوم خطورة المرحلة التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة ككل.
فمن جانبه ألقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كلمة في افتتاح أعمال القمة ، أكد فيها أن خطورة المرحلة التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة ككل، والعوائق أمام تحقيق تطلعات الشعوب في التنمية والأمن والاستقرار تتطلب منا الكثير من الواقعية والصراحة والوعي وتطابق الأقوال والأفعال لتجنيب أمتنا العربية المخاطر، والتضامن العربي الحقيقي عامل مساعد في تحقيق هذه التطلعات .
من جانبه حذر الرئيس عباس في كلمته أمام القمة إسرائيل من تحويل الصراع القائم من صراع سياسي إلى صراع ديني لما ينطوي على ذلك من مخاطر على المنطقة بأسرها، مبينًا أنه على الرغم من كل ذلك فإننا نعمل على انهاء الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، حيث ذهبنا الى الأمم المتحدة وأصبحت دولة فلسطين حقيقة واقعة في النظام الدولي تعترف بها 138 دولة ويرفرف علمها على مقار الأمم المتحدة .
بدوره، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في كلمته إن المنطقة العربية لاتزال تعيش أوضاعًا غير مسبوقة من الإضطرابات وعدم الإستقرار بسبب إستمرار النزاعات وتنامي التهديدات والمخاطر التي تستنزف مقدراتها وتعيق مسارات التنمية في البلدان العربية .
وأكد السبسي أنه من غير المعقول والمقبول أن تبقى المنطقة العربية رهينة هذه الأوضاع المتردية وتداعياتها الخطيرة، "ونحن مؤتمنون على المصالح العليا لبلداننا"، وأمان مستقبل أبنائها، وهو ما يدعو للعمل على تحقيق المزيد من الانسجام والتوافق في المواقف والآراء للأخذ بزمام الأمور لمواجهة التحديات والمخاطر بما يمكن من توثيق دعائم الأمن والإستقرار بالمنطقة .
فيما أعرب الرئيس السوداني عمر حسن البشير في كلمته خلال أعمال القمة عن أمله في أن يتم تحقيق مختلف القضايا خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس التي تحظى بالرعاية والوصاية الهاشمية.
وشدد على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك بالمجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي يمتلكها العالم العربي ولا يستهان بها التي تدعو الى ضرورة توحيد الصف، وألزمت علينا واجب القيام بما بنيت عليه الجامعة العربية .
وطالب الرئيس السوداني بعقد قمة ثقافية عربية لمحاربة الإرهاب وتنمية الاقتصاد وتحقيق التنمية ومكافحة المجاعة في الصومال الذي هنأها بالانتخابات الأخيرة التي تصب في مصلحة الشعب الصومالي .
من جهته أعرب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في كلمته عن تمنياته في أن تكتسب هذه القمة أهمية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها الدول العربية، مشيرًا إلى أن دور الجامعة العربية اليوم هو كذلك في إعادة لم الشمل العربي، وإيجاد الحلول العادلة في الدول المشتعلة، لتحصين الوطن العربي في مواجهة تحديات المرحلة ومخاطرها .
وقال رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي في كلمته إن أهمية هذه القمة تأتي من حساسية وخطورة الظروف الراهنة التي تواجه دولنا والتحديات الإرهابية الوجودية التي تتطلب منا التعاون والاتفاق على آليات واضحة لمواجهتها ووقف تداعياتها الخطيرة على مستقبل ووحدة دولنا والامن والاستقرار السياسي والتعايش المجتمعي في منطقتنا .
ولفت إلى أن الشعوب العربية تتطلع إلى هذه القمة، وعلينا جميعًا أن نتحمل المسؤولية لاتخاذ القرارات اللازمة لإنهاء معاناة شعوبنا التي تعيش في ظل النزاعات والحروب والنزوح والفقر والجوع، مؤكدا أن الإرهاب لا يستثني أي دولة ما يستدعي بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على وحدة دولنا وشعوبنا من التفكك والضياع ومنع التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية .
في سياق متصل قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج في كلمته أمام القمة إن الأمة تعيش تطورات سياسية مهمة وخطيرة، مشيرًا إلى أن اتفاقات الصحراء أصبحت مرجعًا للحلول السياسية في ليبيا وتعمل حكومة الوفاق الليبية مع الأطراف كافة .
ودعا السراج إلى وقوف العرب إلى جانب ليبيا والتحلي بالشجاعة والشفافية للوصول إلى حلول سياسية وفق المبادرة المقدمة من مصر والجزائر وتونس وأن تتدخل الأطراف العربية بإيجاد حلول للوضع الليبي .
من جانبه قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في كلمة له أمام أعمال القمة إن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، بل تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيرًا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد .
وأضاف أن الحديث عن مجرد حصر الضحايا لن يحل المشكلة ما لم نتعامل مع الأسباب الموضوعية التي أنتجت هذا الوضع المركب والجذر الحقيقي لهذه الحرب وفق القانون الدولي والمسلمات الإنسانية وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية في معاقبة المتسببين والضرب على ايديهم بصورة جادة وفاعلة .
وتابع: بعد عامين كاملين على عاصفة الحزم أتقدم بالشكر والتقدير الى التحالف العربي على موقفهم الكبير من شعب اليمن وحكومة اليمن، وأننا اليوم على مشارف النصر الكبير إن شاء الله، ولمن يقول ان الحرب قد أخذت وقتاً طويلاً نقول بوضوح ان حجم التآمر والاعداد له كان طويلاً وعميقاً، ولكننا بتنا اليوم قاب قوسين او أدنى من النهاية .
بدوره أكد رئيس جمهورية جزر القمر الاتحادية عثمان غزالي أن التحديات التي تواجهها الأمة العربية تتطلب توحيد الصف ولم الشمل للوصول إلى حلول لهذه التحديات .
ودعا إلى أهمية تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة التي تتمتع بأمن وسلام.