الكذب "ببلاش" لدى الإعلام الشيطاني

الكذب "ببلاش" لدى الإعلام الشيطاني
تم النشر في

المتابع للأحداث المتسارعة في لبنان وتحديداً في الوفاق السياسي ما بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار يلاحظ أن الإعلام المحسوب على بعض قوى 8 آذار وخاصة إعلام ما يسمى بـ"حزب الله" يردد أن تلك القوى انتصرت، وأن الرئيس سعد الحريري ومن خلفه حلفاؤه الدوليون مثل المملكة العربية السعودية استجابوا أخيراً لإرادة تلك القوى التي لا ترى سوى "عون" رئيساً للبلاد. في حين تناسى ذلك الإعلام الكاذب أن السبب في بداية الأزمة اللبنانية في عام 2011 هي استقالة 11 وزيراً من قوى 8 آذار؛ احتجاجاً على الرئيس سعد الحريري، وليس السبب احتجاج قوى 14 آذار على ترشيح "عون" رئيساً للبنان، وتناسى ذلك الإعلام أن قوى 14 آذار تشترط عودة الرئيس "الحريري" رئيساً لمجلس الوزراء؛ من أجل الموافقة على الرئيس المرشح للبنان من قوى 8 آذار.

وبكل تأكيد فإن العقل والمنطق لا يتفقان مع تلك الادعاءات، حيث إن مقعد الرئاسة شاغر منذ عامين ونصف، والرئيس سعد الحريري منذ فترة يعيش خارج لبنان، وهذا أمر يعرفه الجميع، وعودته إلى لبنان لترشيح "عون" رئيساً للبنان لم يكن إلا عودة الطرف الرابح بانتصاره ورجوعه إلى السرايا الحكومية كرئيس لمجلس الوزراء؛ لأنه كان بالإمكان أن يقوم تحالف "حزب الله" بترشيح رئيس لبنان دون الرجوع للرئيس سعد الحريري لو كان ما يسمى "حزب الله" وحلفاؤه يملكون القرار لذلك.

في يناير الماضي أعلن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وعضو قوى 14 آذار والحليف القوي للرئيس "الحريري" ترشيح "عون" رئيساً، ولكن هذا الترشيح لم يكن ذا جدوى حقيقية للخروج من الأزمة ؛ حيث حاولت بعض القوى اللبنانية الخروج من الأزمة باستغلال وجود دعم من طرف فاعل ومحسوب على الرئيس "الحريري"، ولكن الرئيس "الحريري" وحده هو من امتلك القرار في ذلك، وليس "جعجع" أو أي طرف من القوى المتصارعة.

من الواضح أن النقص يعتري الشخصية الفيسولوجية لإعلام "حزب الله"، ولقد أثبتت التجارب أن قلب الحقائق وتزييفها هو الديدن السائد للإعلام المحسوب على ما يسمى "حزب الله"، وتغير الحقائق وقلب الهزيمة لتكون انتصاراً هو الوسم الذي ينتهجه هذا الإعلام الكاذب، ويتم تضخيم الأمر لكي يصدق الكاذب كذبته، ويعتقد أنها تنطلي على المتابع وأنها حقيقة مسلّمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org