الكرة النارية.. كواليس التوهج الأزرق لسماء السعودية إثر نيزك مندفع

"فلكية جدة": دراماتيكية لكن يمكن توقّعها مع "موسم شهب القيثاريات"
الكرة النارية.. كواليس التوهج الأزرق لسماء السعودية إثر نيزك مندفع

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، إنه سجل، أمس السبت، اندفاع نيزك عبر الغلاف الجوي لسماء شبه الجزيرة العربية تسبّب في اضاءة سماء الليل في أجزاءٍ من السعودية بتوهج أزرق.

اكتسب هذا الشهاب الساطع الذي يسمّى كذلك (الكرة النارية) كثيراً من الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد عديدون رؤيته لفترة وجيزة؛ حيث تمثل الكرة النارية نوعاً من الشهب يمكن أن تشاهد في أنحاء العالم كافة بشكل متكرّر، لكن يحالف الحظ أحياناً وتلتقطها كاميرات التصوير.

إن هذه الأنواع من الشهب الساطعة على الرغم من كونها دراماتيكية بالتأكيد يمكن توقّعها في هذا الوقت من العام تقريباً بالتزامن مع بدء موسم شهب القيثاريات التي تنشط سنوياً في هذا الوقت، وهي تشتهر بإنتاج الكرات النارية.

أما بالنسبة للونين الأزرق والأبيض، فيمكن أن يلعب التركيب السائد للنيزك دوراً مهماً في الألوان المرصودة للكرة النارية مع بعض العناصر التي تعطي ألواناً مميزة عند تبخرها، فعلى سبيل المثال ، ينتج الصوديوم لوناً أصفر ساطعاً، ويظهر النيكل باللون الأخضر، ويظهر المغنيسيوم باللونين الأزرق والأبيض، وهو ما شُوهد يوم أمس؛ لكن يمكن أن يكون أيضاً نتيجة لظروف الغلاف الجوي، أو حتى نتيجة للكاميرا - ولكن لعدم توافر تسجيلات من زوايا متعددة للشهاب الساطع، فهذا يجعل هذا التفسير أقل احتمالاً.

إن مسار ذلك الشهاب الساطع غير معروف لعدم توافر بيانات قمر صناعي أو رادار دوبلر، ولا يعرف إذا سمع صوت مرتبط به، أو سجلت أي اهتزازات، وبشكلٍ عام تدخل النيازك إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض وتنتقل من سرعة 40,000 إلى 257,000 كيلومتر في الساعة، وتتباطأ بسرعة لأنها تواجه الاحتكاك من سحب الهواء؛ حيث يُولد هذا الاحتكاك كميات هائلة من الحرارة، مما يتسبّب في تبخر النيزك أو احتراقه وتوهجه.

إن زخات الشهب عادة تكون بحجم حصاة أو حبة أرز، تحترق في أعلى الغلاف الجوي قبل اقترابها من سطح الأرض بفترة طويلة، لكن من حين لآخر، فإن جسماً أكبر بكثير، يُعرف باسم الكرة النارية، سوف يخترق أعمق في الغلاف الجوي، كما حصل يوم أمس.

كذلك يمكن أن يحدث في حالات نادرة، أن يبقى نيزك كبير بما فيه الكفاية سليماً أثناء انتقاله إلى أسفل الغلاف الجوي، وتؤدي سرعته إلى حدوث دوي صوتي قبل أن يصل الى سطح الأرض أو يتفكك، وعادةً ما يضع التسخين الاحتكاكي ضغطاً كافياً على النيزك، بحيث ينفجر قبل أن يصطدم بالأرض، ما ينتج عنه تناثر شظايا أصغر بكثير تسمّى الأحجار النيزكية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org