المرابطون على الحدود وشركات التقسيط!

المرابطون على الحدود وشركات التقسيط!
تم النشر في

من المؤلم أن تسمع عن عسكري مجاهد على حدودنا بذل نفسه فداءً لدينه ولوطنه ومليكه تتصل به شركة تقسيط لأنه تأخر عن تسديد أقساطه منشغلا بالجهاد دفاعاً عن بلاده بلاد الحرمين وعن ذلك التاجر!!

انظر مثلا لمظاهر تتكرر في مجتمعنا:

عندما يحرك مشاعر الناس خطيب يعظ عن أحوال شعب ما ؛ فإن تلك المشاعر تكبر وتنتقل بسبب كثرة الحديث عن تلك الأحوال ،ويتكرر الدعاء لهم حتى في الصلاة كنوازل، وهذه قيم أخلاقية ودين مطلوب ،لكن بالمقابل تجد العدو على حدود وطننا ويقف أمامه جنود من أهلنا وعقيدتنا ولا تجد الدعاء لهم في الخطب والصلوات والمجالس فأين التكاتف والتعاضد ؟ ولعلها قيمة أخلاقية سقطت غفلة لا قصداً.

ألم تسمعوا عن شركة تقسيط مشهورة لسيارات يابانية تتصل على أحد جنودنا على الحدود تطلب منه تسديد قروض تأخرت!! مع أن هذا التاجر ومثله حصل على أمواله من جيوب أفراد مجتمعنا ومنهم جنودنا العسكر؟؟

وأخرى تقدم خدمات عامة للبيوت تفصل الخدمة لعدم تسديد صاحب الدار وهو من المرابطين، أين اعتبار هؤلاء الأبطال؟.

أيضا أين شركات الاتصالات عن منح خدمة مجانية لكل مرابط؟ وأين الخدمات العامة لمنح بيوتهم فواتير مدفوعة!!

أين الكرم في مثل هذه الأحوال!؟

وأشيد حقيقة بالجهود التي بذلتها وزارة التعليم ممثلة في مشروع" خلافة الغازي" الذي يمنح زوجة العسكري المرابط نقلاً إلى مدينة سكنه وأبنائه، ما أعطى شعورا عاليا وتحفيزا كبيرا وكذا منح جامعة الإمام قبولاً لأبناء شهداء الواجب بلا قيد ولا شرط.

وبعد أن كتبت هذا المقال قرأت دعوة سماحة المفتي جزاه الله خيرا "للمؤسسات الأهلية والبنوك ورجال الأعمال إلى التبرع من أموالهم عبر صندوق يدعم المجاهدين والمرابطين على الحد الجنوبي ويسدد ديونهم ويتلمس احتياجهم امتدادًا لدعم الدولة الكبير لهم ومساندتها وشد أزرها في ذلك، مؤكدًا أن الجهاد بالمال أعظم من الجهاد بالنفس".

وأعتقد أن المطلوب ليس تبرعا وإنما دعماً وتعاوناً يشمل الغني والمحتاج ليتفرغوا لجهادهم ومرابطتهم.

حمى الله بلادنا من كل مكروه وحفظ جنودنا ونصرهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org