مثلما يواجه الوطن ويخوض حرباً على حدوده ويستشهد في هذه الحرب رجال الأمن ويصاب زملاؤهم في سبيل الذود عنه؛ يواجه الوطن أيضاً حرباً على قِيَمه ومعتقده ووحدته، ويواجهها بكل قوة واقتدار متمسكاً بدينه وولائه لقادته وحفاظه على أخلاقياته ودينه وقيمه، ولا بد في هذه الحرب من إصابات وخسائر مثل أي حرب؛ حتى لو كانت بسيطة؛ فإنها مؤلمة.. لكن المؤلم أكثر أن المصابين في حرب القيم والفكر من أبناء وبنات الوطن يتحولون إلى هدم المجتمع ويصبحون كالداء المعدي والسرطان المتمدد، ويظنون أنهم يخدمون بذلك دينهم ووطنهم، وهم يوجهون سهامهم وقوتهم بشكل عكسي نحو قوة الوطن وضرورات المواطن.
حالات لرجال ونساء وقعوا فريسة لقنوات فضائية فاسدة، أو شخصيات معارضة وأفكار ضالة، أو جماعات منحرفة تسعى لهدم الدين وتشتيت الوطن وإفساد الأخلاق؛ فتأثروا بهم حتى نهجوا منهجهم وباتوا دعاة ضد دينهم وأمن وطنهم أو أخلاقيات المجتمع، والسعي لكل ما يذيب القيم ويفسد صالح العمل.. فتجدهم ينادون بتطبيق تعاليم الدين وهم أبعد ما يكونون عنه، وترى آخرين يُظهرون حرصهم على الوطن وهم ينادون بهدم أركانه، وفئة تُزايد على قتل القيم وتنشر فاسد الأخلاق، وهي تردد أفضل العبارات وأنقى المصطلحات عن الأخلاق، وغيرهم مَن تأثر بهذه الحرب في لباسه وأفكاره ونظرته السلبية لدينه وكرهه كل ملتزم بتعاليم الدين، ونقده المستمر لوطنه، وسعيه لهدم كل قيم المجتمع النافعة ووصمها بالتخلف، والنظر إلى كل جميل في الدين والوطن بنظرة التشاؤم والقبح، وامتداح كل ما يخالف الدين ويتنافى مع القيم ويتعارض مع سياسات الوطن.
ولأنهم مرضى؛ فإن التعامل يحتاج لمبدأ الوقاية والعلاج والتأهيل.. ونحتاج أيضاً لمؤسسات وطنية ومجتمعية لرعاية الشباب وتنظيم وتخطيط وتنفيذ برامجهم، وتفعيل جميع الوسائل لحماية الدين والوطن والقيم ممن يريد الإضرار بها وسَنّ القوانين والأنظمة التي تطبق بالتوازي مع التوعية والتثقيف.