شاركت المنظمة العربية للسياحة بوفد رفيع المستوى برئاسة رئيسها الدكتور بندر بن بندر آل فهيد، خلال الفترة من 27 حتى 29 يونيو الحالي، في اجتماع الدورة الـ 11 لمنظمة التعاون الإسلامي لوزراء السياحة بباكو – أذربيجان تحت شعار "دور المجتمعات المحلية في تنمية السياحة"، ووقعت بروتوكول تعاون مع المركز الإسلامي لتنمية التجارة في إطار منظمة التعاون الإسلامي برعاية أمينها العام السفير حسين إبراهيم طه.
وقال "آل فهيد": "يأتي توقيع هذا البروتوكول في هذا الاجتماع المهم بهدف التعاون ما بين المجموعة العربية والدول الإسلامية في المجال السياحي بغرض تعزيز تنمية السياحة البينية المشتركة وتنمية الاستثمارات، وتنفيذ برامج تدريبية وتأهيل للدول العربية والإسلامية الأقل تنمية، ووضع خطة عمل للمجموعات السياحية للدول العربية والإسلامية التي ترغب في ذلك، وإقامة ورش عمل ومؤتمرات، وطرح أفكار وبرامج للتنمية السياحية، وإتاحة الفرصة لربط الأجهزة المتخصصة التي تعمل لدى الطرفين لوضع تصور للتعاون المشترك في تذليل المعوقات التي تواجه المستثمرين في الدول العربية والإسلامية، مع إصدار دليل لحقوق السائح، والاستفادة من الصناديق المتاحة لدعم الاستثمارات العربية والإسلامية، والعمل معًا للتنسيق لرفع السياحة البينية بين الدول العربية والإسلامية، ورفع وتنمية الاستثمارات العربية المشتركة ما بين الدول العربية والإسلامية، والاستفادة من البرامج المتاحة في المجلسين العربي والإسلامي".
يُذكر أن مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الاجتماعية (سيسرك) قدم خلال الاجتماع تقريرًا بعنوان "السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد-19"، يحتوي على تحليل شامل لوضع السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي، ويقيم الآثار المترتبة عن الجائحة على قطاع السياحة والسفر، كما يقترح مجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات لتحقيق التعافي في فترة ما بعد زوال أزمة الجائحة، والنهوض بقطاع السياحة في بلدان المنظمة.
ومن أبرز ما توصل إليه التقرير أن تداعيات الجائحة عصفت بشدة بقطاع السياحة في بلدان المنظمة بسبب مجموعة التدابير الاحترازية المعتمدة لمحاصرة الجائحة، ومن أبرزها القيود المفروضة على السفر في جميع أنحاء العالم.
ففي 2020 حيث لم تستقطب بلدان المنظمة سوى 70.4 مليون سائح دولي بعد أن كانت التوقعات تشير إلى إمكانية استضافتها لــ277.8 مليون سائح.
ونتج عن هذا التراجع الحاد في عدد السياح الوافدين خسارة في إيرادات السياحة تقدر بمبلغ 155.5 مليار دولار أمريكي، فيما تشير البيانات إلى تراجع متوسط عدد السياح الوافدين إلى مجموعة بلدان المنظمة في 2021 بنسبة 78.7 % وبذلك انخفضت الإيرادات بنسبة 62.9 % مقارنة بعام 2019.
وبسبب الجائحة، تراجع متوسط مساهمة السياحة في العمالة في بلدان المنظمة من 7.5 % المسجل في 2019 إلى 6.2 % في 2020، وهو ما يمثل خسارة تقدر بـ8.6 مليون وظيفة.
وبلغ حجم الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي الناتج عن قطاع السفر والسياحة ما يقدر بمبلغ 293 مليار دولار أمريكي في 2020 في بلدان المنظمة، ومن حيث عائدات السياحة البينية للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، فقد قُدرت خسارة 56.6 مليار دولار أمريكي بسبب تراجع قُدر بقيمة 89 مليونًا في عدد السياح الوافدين داخل المنظمة عام 2020.
وعلى النحو نفسه، أسفرت الجائحة عن تراجع بنسبة 70.1 % في حجم سوق السياحة الإسلامية في 2020 في مجموعة بلدان المنظمة، وفي هذا السياق اقترح التقرير على صناع السياسات مجموعة من التوصيات من أهمها الاستثمار في اللقاحات، وتطوير منتجات سياحية جديدة انطلاقًا من التحول الرقمي في الخدمات السياحية المقدمة، وتعزيز وتقوية التعاون فيما بين بلدان المنظمة للتغلب على التحديات الناشئة والمساهمة في الدفع بعملية انتعاش قطاع السياحة.