الهويمل لـ"سبق": خمس وقفات مهمة على جريمة قتل "حمراء الرياض"

أقدموا على جريمة تنكرها كل الأديان السماوية والعقول السوية
الهويمل لـ"سبق": خمس وقفات مهمة على جريمة قتل "حمراء الرياض"
تم النشر في

قال مستشار مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والأستاذ المشارك بقسم السنة وعلومها الدكتور ناصر الهويمل، لـ"سبق": فجعت مدينة الرياض بجريمة نكراء حارت منها العقول وأصبح الناس في دهشة كبيرة لخبر طعن توأمين لوالديهما وشقيقهما غدرًا وغيلة، في حي الحمراء فجر يوم الجمعة والناس تستعد لتناول طعام السحور ثم ارتكابا جريمة سرقة سيارة قبل القبض عليهما.

وتابع "لي مع هذا الحدث عدة وقفات: 

الأولى: لم يراع هؤلاء المغرر بهما حق والديهما وضربا بتعليمات ديننا الحنيف عرض الحائط وأقدما على جريمة تنكرها كل الأديان السماوية والعقول السوية.

ثانيًا: لم يراع هؤلاء الأوغاد شهر رمضان وحرمته والثلث الأخير منه والذي هو وقت لإجابة الدعاء.

ثالثًا: خوارج الأمس قتلوا ذي النورين يتقربون بهذا العمل الخسيس إلى الله ودواعش اليوم يسيرون على خطاهم بالتقرب إلى الله بقتل المسلمين حتى وصل بهم الجرم إلى قتل الأب والأم والأخ والخال وابن العم .

رابعًا: صدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ إذْ قالَ فيما رواهُ الإمامُ أحمدُ في مسندِه وصححهُ الشيخُ الألبانيُّ عن أبي موسى الأشعري رضي اللهُ عنهُ قالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَال: الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ. قَالُوا: أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ .

قَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ) تأملوا ..كيفَ استغربَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم وذُهلوا من كلامِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ، وعَجبُوا من أمرِ أهلِ ذلكَ الزمانِ، فقالوا: سبحانَ اللهِ ! ومعناَ عقولُنا ؟ قالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ.

خامسًا: إنهُ تحولٌ خطيرٌ في فكرِ هؤلاءِ الخوارجِ المنتسبينَ لداعش، وأساليبِ هذا المنهجِ الضالِ في إقناعِ هؤلاءِ الأغرارِ بقتلِ أقاربهِم، حتى أصبحَ الأمر خطرًا جسيمًا على عقولِ صغارِ السنِّ الذين لم يتجاوزوا العشرينَ عامًا، يتطلبُ الأمرُ أيها الإخوة، أنْ نسلطَ الأضواءَ،، وأنْ نمحِّصَ الأبناءِ، فهاهي جنودٌ مجندةٌ في الإنترنت، مسلطةٌ على هؤلاءِ الأحداثِ يغزونهم بينَ أهاليهم وفي منازِلهم، عن طريقِ شبكاتِ الإنترنت، وشبكاتِ الجوالِ، وأيِّ وسيلةِ اتصالٍ ممكنةٍ، فلم تكن جريمةُ الحمراء البشعةِ هي الأولى في بشاعتِها فقد سبقَ لهذا التنظيمِ جرائمُ مشابهةٌ في المملكةِ وخارجِها،; أحدُهم قتلَ والدَهُ في خميس مشيط في شهرِ رمضانَ الماضي بعدَ محاصرةِ رجالِ الأمنِ لمنزلِه، والآخرُ قتلَ خالَهُ الذي يعملُ في الجهازِ الأمني برتبةِ عقيدٍ في منزله قبلَ أن يفَجِّرَ هذا المجرمُ نفسَهُ في نقطةِ تفتيش أ وما حادثة الشملي عنا ببعيد، وفي مدينةِ الموصلِ بالعراقِ، قام أحدُ المنتمينَ لهذا التنظيمِ، بقتلِ أُمِّهِ وشقيقِهِ رميًا بالرصاصِ أمامَ أنظارِ الناسِ، فأيُّ حالٍ وصلتْ إليه عقولُ هؤلاءِ المغررِ بهم وما الذي غمسَهُم في هذا الضلالِ والوحشيةِ، أهكذا كانَ دينُ الله ! أهكذا هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ ! تقولُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، رضي اللهُ عنها وعن أبيها: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَقُلْتُ:يا رسول الله إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا ؟ قَالَ: " نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ " لم يقلْ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لا تَصِليها فهي مشركةٌ، واللهُ عزَ وجلَّ يقول (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ) بل لم يكنْ عليه الصلاةُ والسلامُ كما في البخاريِّ ومسلمٍ ليقتلَ أحدًا من المنافقينَ والزنادقةِ على ما رأى منهم من إيذاءٍ وكفرٍ وضلالٍ لئلاَّ يتحدثُ الناسُ أنَّ محمدًا يقتلُ أصحابَهُ، أماَّ أمرُ هؤلاءِ الخوارِجِ فلم يكنْ جديدًا، فلقد قالَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ قد رأينا من يقتلُ أباهُ زمنَ الأزارقةِ في السنةِ الرابعةِ والستينِ للهجرةِ هؤلاءِ الأزارقةُ هم دواعشُ المئةِ الأولى من الهجرة، قاتلهم المهلبُ بنُ أبي صفرةَ الذي عينهُ ابنُ الزبيرِ لحربهم فأثخنَ فيهم وأوهنَ قوتَهم ودحرَهُم، على ما تميزوا به من قوةٍ وكثرةٍ يقولُ البغدادي: " ولم يكنْ للخوارجِ قطُّ فرقةٌ أكثرَ عددًا ولا أشدَّ منهم شوكةً" فدحرهم اللهُ، قاتلهم اللهُ، وكفى اللهُ الإسلامَ والمسلمينَ شرَّهم، وكفى اللهُ أبناءَنا شرَّ دعاتِهم ومضليهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org