"الوقاع": المملكة لها سياسة خارجية تقوم على بناء علاقات متوازنة

أكّد أهمية جولة ولي العهد التي جاءت في وقت حسّاس
المحلل السياسي الدكتور نايف الوقاع
المحلل السياسي الدكتور نايف الوقاع
تم النشر في

قال المحلل السياسي الدكتور نايف الوقاع: إن الأحداث الدولية تقاس بعدة مستويات، وأعلى هذه المستويات هي التواصل بين القيادات، مشيراً: عندما تكون هنالك زيارة على مستوى القيادة لا بد أن يُنظر لها بمعطيات ونظرة فاحصة دقيقة لأهمية هذه الزيارة، ولا يمكن تحليل الزيارات تحليلاً عابراً اعتيادياً، ويجب ربطها من حيث مستوى هذه الزيارة.

وأوضح لـ"سبق": "نحن هنا نتحدث عن ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أيضاً يُنظر لهذه الزيارات بالمحطات التي تشملها، ونحن نقف أمام زيارة جديدة وجولة محورية لدول ثقيلة، أيضاً ظرف الزمان والأحداث الدولية الإقليمية المحيطة مهمة وحساسة وأيضاً ما يواجه العالم من صعوبات وإعادة تشكيل لمصادر القوة في العالم."

وأشار: "لا شك أن كورونا أنهكت كثيراً من الدول وأعاد تقييم قوة الدول مرة أخرى، أيضاً الأزمة الأوكرانية الروسية، وما تبعها من أزمة روسيا مع الغرب، وأيضاً العلاقات المتوترة بين الصين وتايوان والأحداث الإيرانية بالمنطقة وتمويلها للإرهاب".

وزاد: "وكذلك ما يحصل في باكستان لتغيير لرئيس الوزراء وعودة العلاقات السعودية التركية إلى مجراها الطبيعي، أيضاً الرسائل التي تلقتها المملكة من الإدارة الأمريكية بالحرص على تقوية العلاقات مرة أخرى، وأيضاً في إطار آخر، والمتمثل في نجاح المملكة، بالرغم من الصعوبات والظروف الدولية القاسية في خططها الاقتصادية والتنموية، فنحن نعلم أن المملكة ستعلن ميزانية هذا العام لتدخل نادي التريليون دولار، بالتالي ستقفز مكانة السعودية في اقتصاديات العالم في مرتبة متقدمة".

واستدرك: "كل هذا يعطي الزيارة أبعادًا تجعل المحلل يقف أمامها طويلاً، فعلاقات السعودية مع مصر علاقة متجذرة علاقة مبنية على وشائج القرابة والدين والدم والمواقف المتبادلة وتأكيد الإدارة المصرية دائماً على مواقف السعودية، فكان للسعودية دور حاسم لاستقرار مصر".

وقال: "ما يربط السعودية من مصر من علاقة ثنائية خاصة قوية، وتنسيق على كل المستويات دائماً ما يعطي مؤشرات على قوة العالم العربي، فالتفاهم السعودي المصري ينعكس على قوة العالم العربي وضعفه، بالتالي عندما تأتي هذه الزيارة على هذا المستوى الرفيع لابد من قراءة رسائل اطمئنان تؤكد أن المصير مشترك والرؤى واحدة وأننا سنعبر نحن نحو آفاق جديدة من النمو والتعاون".

واستدرك: "وكذلك الأردن هي دولة مهمة فهي ذات موقع مهم وحدودها مع "إسرائيل" وسوريا والعراق مناطق مشتعلة مضطربة، أيضاً الظروف الاقتصادية هناك، فهذا يجعل الزيارة مفصلية مهمة، وأنا متأكد أن ما سيصدر من خلال هذه الزيارات من تفاهمات واتفاقات ستنقل العلاقة بين البلدين إلى عالمٍ جديد، ينعكس على الدولتين والشعبين ومستقبل الأمة العربية".

واختتم: "فالمملكة بشهادة القادة الدوليين هي دولة مسؤولة تسعى لبناء علاقاتها الدولية المتوازنة وتسعى للسلم والأمن الدولي، وتجتهد لنسج علاقات متكافئة ومثمرة مع جميع الأطراف، فهذا المسار في السياسة الخارجية، ومنها الجولة الأخيرة لوزير الخارجية يؤكد أن المملكة تولت زمام المبادرة لتقوية العلاقات لخدمة المصالح العليا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org