تحت قبة مجلس الشورى وبلغة حازمة وحاسمة أعاد الملك سلمان بن عبدالعزيز التأكيد من جديد على تمسك المملكة العربية السعودية باليمن، وأن أمنه جزء لا يتجزأ من أمنها، مؤكداً أن السعودية لن تسمح باستخدام اليمن أو استغلاله من أي دولة أو جهة أو منظمة أو جماعة لتهديد أمن السعودية والجزيرة العربية ككل.
وقال الملك سلمان في الخطاب الافتتاحي للسنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى إن السعودية «ترى أن أمن اليمن، الجار العزيز، من أمن المملكة»، مضيفاً: «لن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية، أو ما يؤثر على الشرعية فيه، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دولة أو جهة تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها».. هذا التأكيد يبعث رسائل قوية وواضحة لكل دول العالم مفادها أننا أول المتأثرين بكل ما حدث ويحدث في الجار الجنوبي اليمن، وبطبيعة الحال سنكون المؤثر الأول والفاعل على الساحة هناك؛ لأننا الأقرب جغرافياً واجتماعياً وثقافياً ونسباً والأكثر دراية بطبيعة التركيبة السياسية والسكانية اليمنية، ونحن من تشاركنا معهم عبر الزمن لقمة العيش والمصير الواحد ونحن الأحرص على أمنه واستقراره ومستقبله لأننا المتأثر الأول بأحداثه.
أراد خادم الحرمين الشريفين التأكيد على أن السعودية قد بذلت دماء أبنائها على ثرى اليمن لأجل تطهيره وإعادة الشرعية إليه، فإنها لن تتوانى عن مواصلة هذا النهج حتى تكتمل الشرعية على باقي التراب اليمني الذي دنسته جماعة الحوثي المصنوعة والمدعومة من إيران والتي باتت تندحر تحت ضغط قوات التحالف العربي المنفذ للشرعية الدولية عبر قرار مجلس الأمن الدولي 2216.. وعبر الطلب الملكي عن الأمل في نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي باليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم «2216»، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني. مما يعني أن الحل في اليمن يعتمد النهج السياسي خطاً متوازياً للعمل العسكري في سبيل إنهاء التمرد وتطهير اليمن وإعادته دولة مستقرة ذات سيادة تنعم بالأمن والازدهار حاضنة لشعبها حافظة لأمن جيرانها وأمتها العربية.