"امتهان الكتب بعجلات المركبات".. مقطع رائج و"القراش" يبلور الأسباب والعلاج

يقول: لو ظهر "المتنبي" في زماننا لاعتذر لأهل زمانه.. أرخص من ورق "التواليت"
إتلاف الكتب الدراسية
إتلاف الكتب الدراسية
تم النشر في

تداول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لقيام أشخاص يقودون مركبات بإتلاف كتب دراسية تحت عجلات المركبات وآخر يرفسها بقدمه وسط الشارع لتتناثر محتويات الكتاب في الهواء وسط الطريق.

ومن جانبه، قال الباحث الاجتماعي عبدالرحمن القراش لـ"سبق"، إن ظاهرة إتلاف الكتب المدرسية من الأمور التي تعاني منها أغلب المجتمعات في الآونة الأخيرة بالرغم من الميزانيات الضخمة التي ترصد لطباعتها والتوجيه المستمر من قبل بعض الجهات التعليمية بحفظها ولكن لا حياة لمن تنادي.

وأضاف "القراش": في رأيي لو ظهر أبو الطيب المتنبي في زماننا هذا لاعتذر لأهل زمانه الذي قال أمامهم شطر بيته الشهير (وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ)، لأنه قد أصبح الكتاب في زمننا أرخص من ورق "التواليت" لدى بعض فئات المجتمع بسبب بعض السلوكيات غير المسؤولة التي يقوم بها بعض أبنائنا نهاية كل عام دراسي، وقبل أن نلقي بالخطأ على الطالب يجب أن نلقي نظرة على أسلوب وطبيعة التربية في المنزل والقوانين المدرسية التي تساهم في عدم حدوث هذه الظاهرة كل عام ناهيك عن الحوافز التربوية التي تحفظ للكتاب كرامته".

وأرجع "القراش" ذلك لأسباب عدة أهمها: "الاعتماد على الملخصات بشكل كبير حتى أصبح الكتاب مجرد عبء يحمله الطالب معه كل يوم والاعتماد على التقنية في بعض المواد حتى أصبح الكتاب غير مجدٍ".

وقال: "التهديد الممارس من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس قبل الامتحان تسبب في كره المادة فأصبح الطالب يصب غضبه على الكتاب الذي افتقد للتكريم من قبل الإدارات المدرسية، حيث كان إحدى الجوائز المقدمة في السابق خلال الأنشطة، أما اليوم فلم يعد له مكان في منصات التتويج".

وتابع: "بعض المدارس ترفض إدخال الكتاب وتطلب من التلاميذ تركه خارج أسوارها فيكون عرضة للامتهان أو يوضع في كراتين خارج قاعات الامتحان".

وأردف: "الافتقار للعقاب التربوي الرادع الذي يمكن أن تصدره الوزارة كل عام لحفظ كرامة الكتاب عند الامتهان أحدث جهلاً عند بعض الأسر بأهمية وقيمة الكتاب فيدفع التلاميذ للقيام بتلك الأفعال خصوصًا عندما يسمعون من آبائهم الأعمال البطولية التي كانوا يقومون بها في الصغر فتنتقل تلك الظاهر للجيل ظنًا منهم بأنها سلوكيات صائبة".

واعتبر "القراش" أن من الحلول والمقترحات لعلاج هذه الظاهرة أنه يجب تضافر الجهود بين وزارتي التعليم والإعلام من خلال التوجيه الدائم بقيمة الكتاب المدرسي وإصدار عقوبة إدارية على المدرسة التي توجد أمامها مثل تلك الظاهرة لأنها دليل مادي على التقصير في التوجيه طوال العام الدراسي.

وبين: "من الضروري إيجاد حوافز للطلاب الذين يقومون بتسليم كتبهم داخل المدرسة لحفظ الكتب (كدرجات تمنح له في المعدل) مع المتابعة الدائمة لأعضاء هيئة التدريس الذين يقدمون الملخصات دون الاعتماد على الكتب وربط درجة السلوك المخصصة للطالب كل عام بحفظ الكتاب المدرسي من التلف".

واختتم حديثه بقوله: "عند ثبوت أن الطالب قد قام بامتهان الكتاب يعاقب بدفع قيمته في بداية العام الدراسي لكي تدرك الأسرة أهمية هذا الأمر وتشارك في المحافظة عليه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org