
يزداد الإقبال على شراء السواك في شهر رمضان المبارك بشكل كبير دون غيره من الشهور اتباعاً للسنة النبوية في استخدامه، إلى جانب مفعوله الكبير في إزالة الرائحة المنبعثة من الفم أثناء الصوم، وينتشر الكثير من الباعة للسواك في هذا الشهر بالذات، حيث يحرصون على أخذ مواقع إستراتيجية كالمواقع المزدحمة أمام أبواب المساجد الكبرى خلال أوقات الصلوات الخمس، كما يتواجدون أيضا في الشوارع المجاورة للأسواق الكبرى والمولات الشهيرة، ويتخذون من بيع السواك مهنة توفر لهم لقمة العيش إلى جانب توفير احتياجات أسرهم.
ويروي لـ"سبق" العم طلال الموركي تجربته التي امتهنها منذ سنوات في بيع المساويك بشتى أنواعها، حيث قال بدأت فكرة "بيع المساويك" عندما كنت طفلاً أرافق والدي لجمع الحطب في إحدى المناطق الصحراوية على طريق الساحل الدولي جدة جازان، والذي يكثر فيه شجر الأراك.
وأضاف: منذ ذلك الوقت خصصت شهر رمضان المبارك للمتاجرة في بيع المساويك وذلك لزيادة الإقبال على استخدامها من قبل الصائمين، ووجدت أن الإقبال في ذات الشهر تتضاعف دون غيره، مؤكداً أن الإيراد اليومي قد يصل إلى 400 ريال بحسب الموقع والكمية المعروضة للبيع.
وذكر أن السواك نوعان هما الأراك والبشام، ولكن يعدّ الأراك من أكثر أنواع السواك شراءً، ويختلف كثيراً عن البشام، موضحاً أن السواك الذي يتميز باللون الأبيض يطلق عليه "الحنش" هو الأفضل على الإطلاق والأكثر طلبًا، والأغلى سعراً، يشبه ظهر الأفعى أو الحنش ولونه يميل إلى البياض يصل سعره إلى عشرين ريالاً، وما يميزه أن فرشاته لينة ولا تؤذي اللثة، إلى جانب أنه معطر جيد للفم.
لافتًا إلى أن من بين أنواع السواك؛ الرطب ذو الطعم الحار والدقيق والذي يتراوح سعره ما بين 5 ريالات إلى عشرة ريالات خاصة السواك الذي يبلغ طوله 20 سم، وكذلك السواك القصير النحيف الذي لا طعم له سعره ما بين ريالين إلى ثلاثة ريالات.
وأشار "الموركي" أن مهنة البحث عن المساويك وجمعها تعتبر من أصعب المهن حيث يستمر الحفر عن جذور الأراك عدة أيام متواصلة دون انقطاع لاستخراج السواك بشتى أنواعه، وبين أن ما يميز شجرة الأراك عن غيرها من الشجر بالعريضة ذات الأغصان الغضة المتشابكة مع بعضها البعض، والذي يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار أو أكثر، وجذورها تمتد تحت سطح الأرض لقرابة ثلاثة أمتار.
وختم بقوله: هناك شركات خاصة لبيع السواك لم تؤثر على تجارتنا، توفر "السواك" في الصيدليات والبقالات، ولكن ليست بتلك الجودة - على حد قوله، وذلك لإضافة مواد كيميائية عليها.