
أوضح مؤسس شركة هرفي للأغذية أحمد السعيد، أن نجاح الشركة هو قصة نجاح وطنية لهذا البلد عكسها اقتصاد قوي، معرجا على قصة إخفائه عن شريكه أمر الحريق الذي خلف خسائر بخمسة ملايين ريال، وذاكرا قصة موظفهم الأمريكي الذي نقل إلى القصيم بسبب تأثيرات حرب الخليج ١٩٩٠م عليه.
وأكد خلال حديثه في ديوانية عبدالله الفهد العجلان وإخوانه لشباب الأعمال، أنه يؤمن بالشراكة وأن نسبته ٣٠ ٪ التي يمتلكها في "هرفي" خولت له حق التصرف والإدارة دون تأثير من الشركاء الذي مروا على "هرفي" بداية من حمود البراهيم ومرورا بالأمير الوليد بن طلال وانتهاء بشركة صافولا.
وأضاف مؤسس شركة هرفي، أن قصة نجاح الشركة لم تأت من فراغ بل من جهد وعرق، مشيرا إلى أن كل شريك دخل معه منذ العام ١٩٨١ تاريخ تأسيس هرفي وحتى اليوم كانت له بصمات واضحة، وأكبر الأثر في ارتفاع رأس مال الشركة من ١.٥ مليون ريال إلى ٣ مليارات ريال.
وحكى قصة طلبه من الأمير الوليد بن طلال شراء حصته عندما اشترى الوليد شركة بنده، حيث كان يشعر في البداية أنه لن يستطيع الاستمرار مع الأمير الوليد بسبب المعايير العالمية التي يطلبها في استثماراته، ليقابل طلبه بالرفض بخطاب ما زال يحتفظ به حتى اليوم ينهاه فيه "الوليد" عن ذلك ويؤكد بيعه لـ"هرفي" إن أقدم على هذه الخطوة.
وقال مؤسس الشركة ذات الـ٣٠٣ فروع حول المملكة والخليج والمدرجة في سوق الأسهم إن نجاح "هرفي" لم يأت إلا بعد توفيق الله سبحانه ثم الاقتصاد القوي لبلادنا المملكة العربية السعودية فهي بلد خير ونماء، وأيضا السبق في المجال حيث لم تنتشر وجبات "البرجر" في السعودية قبل هرفي.
وأوضح "السعيد" أنه أخفى حريق مستودعات "هرفي" عام ١٩٨٨م عن شريكه وقتها والذي خلف خسائر بـ ٥ ملايين ريال وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الوقت، لأنه كان المخول بالإدارة بنسبة ١٠٠ في المائة وله كافة الصلاحيات وقال: الحمد لله تجاوزنا الأزمة وتم دفع التأمين لنا بعد عام وبنفس المبلغ.
وأشار إلى أن حرب الخليج في العام ١٩٩٠م ألقت بظلالها بلا شك عليهم "ولكن بوقوف الشركاء ودعمهم إضافة إلى وقوفنا إلى جانب موظفينا حيث كنت مع المديرين نركب مع العمال بالباص ونوصلهم إلى أعمالهم وفي المساء نعود معهم، وهذا ساعد كثيرا على زيادة رباطة جأشهم وبقائهم للبيع في المطاعم".
وقال لم نضطر لنقل أحد من فرع لفرع، إلا أحد الموظفين وهو أمريكي أجبر على الحرب في فيتنام مع بلاده وأصابته عقدة نفسية من الحروب، ما اضطرنا إلى نقله من الرياض إلى القصيم حيث توقفت وقتها حركة الطيران ما جعلنا نتحمّل مسؤوليتنا تجاه موظفينا ونتعامل معهم كأسرة واحدة.
وعن المنافسين أكد مؤسس الشركة التي تفتح بمعدل فرع جديد كل ٤٥ يوما منذ تأسيس الشركة، إن أحد أقربائه قال له إنهم يفرشون الأرض لقدوم "ماكدونالدز" التي دخلت السوق فعلا عام ١٩٩٣م، ولكن "هرفي" أثبتت أنها علامة فارقة في السوق وأنها منافس لا يستهان به، مشيدا في الوقت نفسه بقصة نجاح "كودو" التي انطلقت ١٩٨٦م وكيف أنه يفتخر بكونها شركة وطنية.
وقدم نصيحة للشباب السعوديين الذين حضروا ديوانية عبدالله الفهد العجلان وإخوانه لشباب الأعمال، بألا يتأخروا فقد أثبتت التجارب أن الذين يبقون في السوق أكثر من الذين يخرجون وهناك تجارب كثيرة ناجحة، أضف إلى ذلك أن شبابنا في هذا الوقت لديهم الإلمام المالي والإداري وأيضا لديهم الرغبة والقدرة على المنافسة.
وأشار "السعيد" أنه يرحب بأن يكون رجل أعمال ناجح وزيرا للعمل ، مفتخرا بكون هرفي هي الشركة الوطنية الوحيدة التي تدير مطاعم ومدرجة في سوق الأسهم، مؤكدا أن مبيعات "هرفي" في فبراير 2012م 45 مليونا وفي فبراير 2015 مبيعاتنا أصبحت 70 مليون ريال.
وقال إن العمل حب وعشق وهواية وطموح بالنسبة له، ولكنه لا ينسى فضل زوجته التي وفرت عليه كثيرا من مشاق الحياة "حيث إنني لا أرى أولادي إلا يومي الخميس والجمعة لأني كنت أرجع متأخر 1 أو 2 ليلا"، مؤكدا أن الظروف ليست كما هي الآن والاولاد يحتاجون متابعة خاصة بعد توافر التكنولوجيا، "وقد كانت زوجتي تعمل معلمة ثم تركت التدريس وتفرغت للأبناء".
وختم "أحمد السعيد" حديثه بقوله إن سنة 2016 سنة صعبة نوعا ما بسبب هبوط البترول والعامل النفسي للحرب في اليمن رغم أنها محدودة، ولكن تظل الفرصة قائمة للشباب فالأهم ألا يترددوا وألا ييأسوا فبالعزيمة والإصرار والصبر سيحققون آمالهم وطموحاتهم.