على الرغم من أن دخل باصات "خط البلدة" اليومي يترواح بين ٢٠٠- ٣٠٠ ريال، إلا أنها تعد مهنة تعبث فيها الفوضى، والتجاوزات وأعين الجهات المعنية في وزارة النقل، والإدارة العامة للمرور، وغيرها.. بعيدة عن هذا المجال، والذي إذا تم تنظيمه وفق معطيات اقتصادية، وتنموية حديثة قد يسهم بشكل كبير في حل جزء مهم من مشكلة الازدحام المروري في مدينة الرياض التي تعاني من اكتظاظ، واختناقات مرورية كبيرة، إضافة إلى فتحها مع قرب انطلاق "المترو" المجال لالتحاق قطاع من الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم في هذه المهنة كسائقين، وملاك لباصات "خط البلدة"، للانتقال للعمل في حافلات النقل العام.
وتسهم هذه الباصات الشهيرة بألوانها المعروفة في نقل العمالة الوافدة، التي تفضل التنقل بها لرخص قيمة المشاوير التي تتراوح ما بين الريالين إلى الثلاثة ريالات، ورغم ما يعانونه من الانتظار الطويل، وضيق المساحة، وتلف الكراسي، والحر الشديد، والازدحام داخل الباص إلا أن الإقبال عليها كبير أيضًا.
ويطالب عدد من ملاك وسائقي "باصات خط البلدة" عبر "سبق" الجهات المعنية بالالتفات لهذه المهنة التي تسهم في كسب قوت يومهم، وتلبي حاجات أسرهم، وترفع دخلهم المحدود، وتغنيهم عن الحاجة؛ في إطار تشجيع الدولة الشباب على العمل في مختلف القطاعات، من خلال طرح التسهيلات لتطوير هكذا مشروع، وسيلقى دعمًا غير محدود من الجهات المعنية بذلك، خصوصًا مع توجه الدولة لتنفيذ رؤية 2030 نحو التنمية المستدامة، التي تستهدف المواطن ليكون شريكًا في خطط ومشاريع التنمية.
وعن استخدام باصات "خط البلدة" يقول أحد العمالة الوافدة: "إن قيمة الانتقال من مكان لآخر بسعر ريالين، مناسب جدًا في ظل دخلي المتواضع، لذا أستخدمه يوميًا في الانتقال من مكان لآخر، خصوصًا أن عملي في البطحاء، وسكني بعيد عن مكان عملي، لذا فانتقالاتي اليومية لا تتحمل أعباء "الليموزين".
ويقول أحد الشباب السعوديين "السائقين" عن سبب إقباله على العمل في هذا المشروع، رغم النظرة الاجتماعية، وكذلك نوعية الزبون بأن لا مجال آخر أمامه للعمل، متمنيا من دوريات المرور عدم مضايقتهم في المواقف، والتضييق عليهم بالمخالفات.
عدسة "سبق" رصدت بالصور عددًا من هذه الباصات "خط البلدة" المزدحمة التي تنقل العمالة الوافدة بمحطتها الرئيسية بالبطحاء في مدينة الرياض.