أصبحت الأحياء الشعبية القديمة في المدينة المنورة في طيّ النسيان بعد رحيل سكانها الأصليين وانتشار العمالة الوافدة وسكنهم في تلك الأحياء، والمخاوف الأمنية والاجتماعية أسباب رحيل السكان الأصليين.
ففي الحلقة الأولى من سلسلة حلقات "الأحياء العشوائية في المدينة المنورة وكشف خباياها للقارئ وما يدور بداخل تلك الأحياء؛ بدأت "سبق" في رصدها وكشف المستور عما يحدث، موثقة بالصورة.
وبدأت "سبق" في جولاتها في حي "السيح" أشهر أحياء المدينة المنورة، رغم التغيرات التي لحقت بالحي، إلا أن الحي يتمتع بكثافة بشرية هائلة من العمالة الوافدة؛ فالمباني المهجورة الخالية من السكان والبيوت الصغيرة المتهالكة والأزقّة الضيقة المظلمة؛ فالمواطن يسير داخلها بحذر، وعيون العمالة الوافدة تنظر بحذر.
وخلال البحث عن مواطن بـ"أرض محبت" القريبة من سكة الحديد، فلم نجد سوى العمالة الوافدة من العزاب، وقد استُوطن الحي من قبل العمالة الوافدة من الجنسيات الآسيوية والأفريقية؛ فالشوارع الداخلية للحي أصبحت بؤرة لممارسة النشاطات المختلفة من قبل العمالة الوافدة؛ كبيع الشمة وبيع الملابس المستعملة وبيع الخبز الناشف، إضافة إلى الأعمال الأخرى، ووجود العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل.
على الجانب الآخر تجد طريق السلام؛ حيث تلجأ العمالة الوافدة ويتخذون مكاناً لهم، وتكثر الأسواق الشعبية؛ كمحلات مواد البناء والملابس والدهانات، واتخاذ العمالة الوافدة مركزاً لتجمعهم، وانطلاقاً لهم في الصباح الباكر، جعلت حي السيح بؤرة للعمالة الوافدة، ومن خلال المشاهدات داخل الحي فإن أكثر العمال عاطلون عن العمل واكتفوا بالجلوس أمام منازلهم والانشغال بالمكالمات الهاتفية رغم الضبط المستمر من الجهات الأمنية لهؤلاء المخالفين، لكن مازال الحي يشهد كثافة كبيرة من العمالة الوافدة خلال فترة المساء.