بالصور.. "فيصل بن خالد" يُكرم الخطباء المتميزين في  عسير

بالصور.. "فيصل بن خالد" يُكرم الخطباء المتميزين في  عسير

"آل الشيخ": رسالة الخطيب عظيمة في دحر أفكار التطرف والغلو

رعى  أمير منطقة عسير، فيصل بن خالد بن عبدالعزيز،اليوم الأربعاء، حفل تكريم الخطباء المتميزين بمنطقة عسير، والذي أقيم بفندق قصر أبها، بحضور وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، ونائبه الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري.

 

وألقى الشيخ صالح آل الشيخ كلمة قال في بدايتها: نحمد الله تعالى حمداً كثيراً أن هيأ لنا هذا الحفل وهذا الاجتماع الذي يكرم فيه من هو أهل للتكريم، ألا وهم الخطباء الذين يمثلون رسالة النبي ـــ صل الله عليه وسلم ـــ في المسجد، فالخطباء الذين يكرمون اليوم لهم حق التكريم وحق العناية؛ لأنهم صدقوا فبينوا، وصدقوا فعلّموا، وصدقوا فبثوا في الناس روح العلم، والتقوى، والتعلق بالآخرة، والحرص على الوحدة، واجتماع الكلمة.

 

وأكد أن رسالة الخطيب رسالة عظيمة، فالخطيب يعلو منبرا علاه رسول الله ـــ صل الله عليه وسلم ـــ، ولم يكن في عهده ـــ صل الله عليه وسلم ـــ إلا خطبته هو وحده في المدينة ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ، ولذلك كانت توجيهاً وإرشاداً وبياناً، فالخطيب إما أن يكون فاعلاً وإما أن يكون غير فاعل، والخطيب إما أن يكون مؤثرا وإما أن يكون غير مؤثر، والخطيب إما أن يكون جادّاً في تناوله لموضوع الخطبة، في فهمها، وتحضيرها، ومواكبتها لعقول الناس والقرب منهم، وإما أن يكون بعيدا عن ملامسة ما يفكر فيه الناس وما يكون في عقولهم وقلوبهم.

 

ومضى يقول: إن رسالة الخطيب يمثلها القول بالتي هي أحسن، أي القول بأحسن ما يجد؛ لأن الله ـــ جل وعلا ـــ صنف لنا مدارس الدعوة، فقال: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} فهي ثلاث مدارس يحتاجها الناس، والناس ثلاثة أصناف فمنهم من يحتاج إلى الحكمة، ومنهم من يحتاج إلى الموعظة، ومنهم من يحتاج إلى المجادلة بالتي هي أحسن، ومنهم من يحتاج إلى الثلاث مجتمعة؛ ولذلك كان حريا بالخطيب أن يبحث عن أحسن ما يجد، والمجادلة تعني الحوار في لغة العصر. 

 

وقال: إن الله ـــ جل وعلا ــــ في مخاطبة الناس أمرنا بأن نقول الأحسن؛ لافتاً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحرص على أن تكون مع الخطباء في البحث عن التي هي أحسن سواء في الحكمة، أو في الأداء، أو في مخاطبة الناس، أو التي هي أحسن في البعد عن نوازغ الشيطان.

 

وشدد أن على الخطيب، والداعية، والعالم، والأمير، والإمام، وعلى كل من يلي أمرا من أمور المسلمين قولاً أو فعلاً ألا يجعل للشيطان مدخلا على النفوس؛ ولذلك كان من سمات الخطيب الناجح أن يؤلف القلوب، وأن يوحد الكلمة، وأن يبعد الشرور عن الناس القريبين والبعيدين، على مستوى بلده ومنطقته، وعلى مستوى دولته، وعلى مستوى أمته، مؤكدا أهمية ترتيب الأولويات، ومراعاة فقه المآلات عند دعوة الناس، وتوجيههم، وإرشادهم.

 

وسجل "آل الشيخ" ــــ في هذا السياق ـــ الشكر والتقدير للخطباء المتميزين على رعايتهم هذا الفقه، وقال: الخطبة تحتاج إلى فقه لمكوناتها، ولحوارها، ولعقليتها، وعلينا أن نصنع عقلا جديدا في التأثير على الناس بالخطبة، فرسالة الخطيب في التوحيد أولى، وفي وحدة القلوب مع الله ـــ جل وعلا ــــ، وعدم تفرقها عنه، وعدم تقديمها غير الله تعالى عليه، هذه أعظم المهمات.

 

وأهاب الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، بالخطيب، أن يوطن الناس على السنة والجماعة، والحرص على الوحدة والجماعة، ورسالة الخطيب في دحر كل أفكار التطرف والغلو بأنواعه ثم ما هو أعظم وهو التكفير والتفجير بأنواعه وجماعاته، مؤكداً أن هذه رسالة عظيمة يجب على الخطيب أن يتناولها ويحرص عليها؛ لأنها الخطر القائم.

 

وفي ختام كلمته، سجل الوزير "آل الشيخ" الشكر والتقدير لـ الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز؛ لرعايته هذا الحفل، ولحرصه على أعمال الوزارة في كل قطاعاتها المساجد والدعوة والإرشاد وتيسير سبلها، كما شكر الخطباء المتميزين ما تميزوا به، وهنأهم على أن نالوا هذا التكريم.

 

وفي كلمته؛ وجه المدير العام لفرع الوزارة المكلف بعسير الشيخ الدكتور حجر بن سالم العماري، الشكر والتقدير إلى الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز على رعايته حفل تكريم الخطباء المتميزين لمنطقة عسير، كما رحب بالحضور، وبالوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ونائبه الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري.

 

وتطرق إلى دور الوزارة ومنابرها الريادي، وما تقوم به من جهود جبارة في توعية الناس ومحاربة الأفكار الدخيلة، لتضيء سماء الكون للدعوة إلى الحق وطرد الجهل، ومع اختلاف الزمان والمكان لم تختلف أهمية المسجد، بل إن أهميته زادت في الوقت الراهن مع تغيرات العصر، ونوازله، مبيناً أنه من هذا المنطلق نستشعر في وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير الدور الذي يقوم به خطباء المساجد فكان لزاما أن نشيد بجهودهم، وأن نكرم متميزهم، وأن نحتفي بهم.

 

وأبان الشيخ الدكتور "العماري" أن فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير يشرف على ما يربو على 18000 مسجد وجامع، يعمل بها 4786 إماماً وخطيبا، 4565 مؤذنا، وألف و75 خادما، ويشرف عليها عدد من مراقبي المساجد في الميدان، كما يشرف الفرع على 24 إدارة، ومكتب، وثلاثة مراكز للدعوة، و44 مكتب للتوعية والجاليات، وأكثر من 15000 من أعيان الأوقاف قبل استقلالها.

 

عقب ذلك، ألقى الشيخ سعد بن سعيد الحجري كلمة الخطباء المتميزين المكرمين، نوه فيها بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لمجال الدعوة إلى الله من اهتمام وبذل منقطع النظير مضيفاً: إن علينا مسؤولية جسيمه جداً كل منا على ثغر من ثغور هذا البلد، ولا بد أن نكون لهذا الثغر على الوجه المطلوب ولا بد أن نرشد الناس, وأن نبيّن للناس؛ فإن الناس يحتاجون إلى البيان ويحتاجون إلى التوعية ، ويحتاجون إلى الشرع" ، مطالبا الخطباء بأداء الواجب على أكمل وجه.

 

عقب ذلك، دشن الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، إلكترونياً، المبنى الجديد لإدارة مساجد محافظة خميس مشيط، ثم تكريم الخطباء المتميزين من قبل أمير منطقة عسير.

 

وفي نهاية الحفل، أهدى المدير العام لفرع الوزارة المكلف بعسير الشيخ الدكتور حجر بن سالم العماري دروعاً تذكارية بهذه المناسبة للأمير فيصل بن خالد، و الشيخ صالح آل الشيخ، و النائب الدكتور توفيق السديري.

 

الجدير بالذكر أن الخطباء المكرمين يبلغ عددهم (65) خطيباً من مدينة أبها ، وعدد من المحافظات والمراكز بمنطقة عسير.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org