عادت قناة "روتانا خليجية" لفتح ملف قضية المعتقل السعودي خالد الدوسري، وعرضت تقريراً، اليوم، لفيلم وثائقي يجسّد قصة السجين، حمل عنوان "أنا مجرد خالد"، والذي يقبع منذ 2011 في سجن فيدرالي بالولايات المتحدة الأمريكية بتهمة أكبر من كونه طالباً مبتعثاً فقط!
ووفقاً للتقرير الذي بثته شاشة "روتانا" لأكثر من نصف ساعة، عصر اليوم، واستعرضت فيه مولد ونشأة المعتقل في محافظة الخرج في 24 إبريل عام 1990، شارك فيه شقيقه محمد الدوسري وعمّ المعتقل تركي الدوسري، والمستشار القانوني سعود بن متعب، وأمين عام رابطة حقوق الإنسان في لندن فيصل فولاذ، واختُتم بوالدته وهي تتحدث عن ابنها.
وتَطَرّق الفيلم الوثائقي لعدة أمور، بدأها المعتقل من محافظة الخرج، بعد تخرجه من الثانوية العامة بنسبة 99.32% انطلاقاً إلى ولاية تنيسي الأمريكية، وتُعتبر السنة الأولى لدراسة اللغة الإنجليزية؛ حيث كان شغوفاً بها ومحباً لكرة القدم، ثم عاد للرياض في 2009، وبدأ رحلة البحث عن قبول بجامعة أمريكية ونجح في توفير قبول بجامعة تكساس وتأشيرة 5 سنوات.
ثم تداخل "تركي الدوسري" -عم المعتقل- قائلاً: "طموحه العلمي كان كبيراً جداً، وكان يريد أن تكون له بصمة في علم الكيمياء وخدمة المجتمع والبشرية"، وأكد شقيقه "محمد": "بحكم دارسة أخي قام بشراء مجموعة مواد كيميائية من موقع Amazon بأوراقه وهويته الشخصية، وطلب من Amazon مادة الفينول والتي تُستخدم في تحضير المنظفات المنزلية لتجارب كيميائية في صميم دراسته".
وأضاف: "نقل موظف Amazon لـ FBI طلب أخي خالد لمادة الفينول، وأعرب في شكه في نواياه لاستخدام المادة كطالب سعودي؛ حيث كان خالد يرغب في زيارة أهله في أول فبراير 2011؛ لكنه أجّل السفر لوقت آخر وقرر استغلال الوقت للسفر داخل أمريكا للنزهة؛ مما دعا FBI لأن تقوم بعملية تفتيش دقيقة لغرفته أثناء سفره للعطلة، دون إشعاره أو حتى علمه، وبعد عودته قُبِض عليه بشكل مفاجئ".
وكشف شقيق "الدوسري" عن تفاصيل زيارتهم الأولى برفقه والده لسجن ابنهم بأمريكا، وعن الاتهامات الخمسة التي وجّهتها FBI لخالد في أمريكا، وعن تعرضه لحالة انهيار عصبي وتم إدخاله مصحة نفسية وأُخرج منها بعد 45 يوماً؛ مشيراً إلى أنه قبل محاكمة شقيقه في نوفمبر 2012 قدّم القاضي تنحّيه عن القضية فجأة لظروف غامضة، وتم نقل شقيقه إلى مدينة أماريلو فجأة دون ذكر سبب للنقل، وكان من المفترض محاكمته في مدينة لوبك.
وأكد، أن "خالد" حضر جلسة محاكمته وهو في حالة سيئة وغير واعٍ بما يتم، بعد أن أُسقطت عنه 4 تهم وبقيت تهمة حيازة أسلحة دمار شامل، وحكمت المحكمة الأمريكية عليه بالسجن مدى الحياة؛ بعد أن تحول "الفينول" إلى "أسلحة دمار شامل"؛ لافتاً إلى أن والده -رحمه الله- أوصاه في لحظاته الأخيرة ألا يترك أخاه.
وتَحَدّث "فيصل فولاذ" قائلاً: "ما يمرّ به خالد من ظروف صحية في سجنه بأمريكا يشكّل قلقاً كبيراً للكثير من المنظمات الحقوقية"، وفي مداخلة المستشار القانوني؛ أكد "بن قويد" أن فريق الدفاع يعمل على استغلال الحالة الصحية الحرجة لـ"خالد" الآن؛ لاستئناف الحكم عليه، ونجح وحدد موعد النظر لإعادة محاكمته في 27 من فبراير القادم.
واختتمت "والدة المعتقل" حديثها في نهاية التقرير عن إصرار ولدها على تشريف أسرته ووطنه بالسفر للدراسة بأمريكا، وتابعت وصوتها مليء بنبرات الحزن والأسى الشديد على ابنها خالد قائلة: "والله ودنا بس إنه يكلمنا.. يا دافع البلا، قطعوه مرة وحدة.. كان من المفترض نسمع صوته ونتطمن عن صحته.. ووالله ما هو راعي إرهاب ولا نعرف الإرهاب".