برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، تكرم جائزة الملك فيصل الفائزين بها لهذا العام اليوم 29 مارس 2022 في الرياض.
سبع شخصيات ساهموا في إثراء البشرية بإنجازاتهم واكتشافاتهم المهمة، وبرزوا في مجالات خدمة الإسلام، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم.
وستُسلَّم جائزة خدمة الإسلام لكل من الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا المتحدة علي حسن مويني، وللبروفيسور حسن محمود الشافعي. أما جائزة اللغة العربية والأدب فستُمنح لكل من البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش، وللبروفيسور محسن الموسوي. وجائزة الطب للبروفيسور ديفيد لو، وجائزة العلوم للبروفيسور مارتن هايرر، وللبروفيسور نادر المصمودي.
هذا العام تكرم الجائزة الرئيس السابق لتنزانيا علي حسن مويني لمساهمته الفعالة في الدعوة الإسلامية، ونشر التسامح الديني؛ إذ أنشأ المدارس الإسلامية، وترجم العديد من المصادر والمراجع في الحديث والفقه والسيرة إلى اللغة السواحلية التي يتحدث بها الملايين في شرق إفريقيا، واهتم بتعليم المسلمين، والرفع من مستواهم الاجتماعي والاقتصادي، وقاد بلاده نحو الإصلاح.
وفي فرع خدمة الإسلام أيضًا سيتم تكريم البروفيسور حسن محمود الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية من عام 2012 إلى عام 2020، الذي شغل مناصب أكاديمية عدة، وأنشأ سلسلة معاهد تُعنى بالدراسة الأزهرية. وقد أسهم في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد في باكستان، ووضع مناهج كلياتها، وعمل بها أستاذًا وعميدًا، فرئيسًا في عام 1998.
وقد حجبت لجنة الاختيار هذا العام جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية التي كان موضوعها "تراث الأندلس الإسلامي" لعدم تحقيق الأعمال المرشحة معايير الجائزة.
أما في فرع اللغة العربية والأدب التي يتخصص موضوعها هذا العام في "دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية" فستُسلم الجائزة لفائزين، هما: البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش رئيسة قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة جورجتاون، والبروفيسور محسن الموسوي أستاذ الأدب العربي في جامعة كولومبيا.
وركزت أبحاث وأعمال البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش العديدة على دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية، شملت القصيدة العربية في عصورها المتعاقبة منذ العصر الجاهلي حتى القصيدة الإحيائية في العصر الحديث. وأدى نهجها البحثي، الذي تميز بتطبيق منهجيات متنوعة، إلى تجديد المنظور النقدي وأساليب دراسة الشعر العربي الكلاسيكي. ومن مؤلفاتها "أبو تمام وشاعرية العصر العباسي"، و"الخالدون البكم يتكلمون: الشعر الجاهلي وشاعرية الطقوس".
أما دراسات وأبحاث الناقد الأكاديمي البروفيسور محسن جاسم الموسوي فكان لها أثر كبير على دارسي الأدب العربي في الغرب وفي العالم العربي لتميزها بأساليب الطرح، والاستدلال، والتأويل النقدي، والانفتاح على النص الإبداعي العربي والعالمي سردًا وشعرًا. وقد تناول الأدب العربي كأدب عالمي، ونشر 39 كتابًا، وأكثر من 60 مقالاً أكاديميًّا. وقد نشر العديد من الأوراق البحثية المتخصصة في دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية في مجلات ودوريات مُحكمة. وتشمل أعماله المؤلفات الآتية: "الذاكرة الشعبية لمجتمعات ألف ليلة وليلة"، و"الكامل في اللغة العربية وآدابها"، و"النظرية والنقد الثقافي"، و"النخبة الفكرية والانشقاق".
وفي موضوع هذا العام "تقنيات تعديل الجينات" لجائزة الطب فستُمنح الجائزة للبروفيسور ديفيد لو أستاذ كرسي ريتشارد ميركين Richard Merkin، ومدير معهد ميركين للتقنيات التحويلية في الرعاية الصحية. وقام البروفيسور لو بإنشاء أول "معدل قاعدي (base editor)" لإجراء تغييرات على الحمض النووي والجينات من خلال استبدال الأحرف الموجودة في قاعدة الحمض النووي. إن هذا الاكتشاف الرائد قد يتيح إمكانية علاج الأمراض الوراثية من خلال تحويل الجين من تركيبة تتسبب بالمرض إلى تركيبة صحية لا خلل فيها.
أما في فرع العلوم فستُقدم الجائزة لفائزَين لتميز أبحاثهما في موضوع "الرياضيات". فالفائز الأول هو البروفيسور مارتن هايرر الذي يشغل حاليًا كرسيًّا في حقل "الاحتمالات والتحليل العشوائي" في جامعة إمبريال كوليدج Imperial College. ويتمحور عمله حول المجال العام لنظرية الاحتمالات مع التركيز بشكل أساسي على تحليل المعادلات التفاضلية الجزئية العشوائية. وقد نجح خلال السنوات الأخيرة في بلورة نظرية هياكل الانتظام التي أعطت معنى رياضيًّا دقيقًا لعدد من المعادلات التي كانت في السابق خارج نطاق التحليل الرياضي.
والفائز الثاني هو البروفيسور نادر المصمودي الذي يعمل اليوم أستاذًا متميزًا للرياضيات في جامعة نيويورك بأبو ظبي، وهو رئيس مركز الأبحاث التابع له، الذي يُعنى بحالات الاستقرار وعدم الاستقرار والاضطراب. واستطاع البروفيسور المصمودي فك لغز العديد من المسائل الفيزيائية التي بقيت دون حل لقرون، ووجد خللاً في معادلات "أويلر" الرياضية التي كانت تصف حركة السوائل تحت أي ظرف كان لأكثر من قرنين مكتشفًا أنها لا تعمل تحت كل الظروف، كما كان يعتقد. وقد ساهمت أعماله في حل العديد من المشكلات المرتبطة بنمذجة السوائل مثل تنبؤات الطقس.
ومنذ بدء منحها عام 1979 كرمت جائزة الملك فيصل 282 فائزًا من 44 جنسية مختلفة، ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدموا أبحاثًا متميزة، وتوصلوا لاكتشافات فريدة وابتكارات استثنائية في مجالات العلوم، والطب، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، وخدمة الإسلام.
أما عن مكونات الجائزة فلكل فائز في كل فرع من أفرعها الخمسة مبلغ قدره 750 ألف ريال سعودي (ما يعادل 200 ألف دولار أمريكي)، وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطًا، ووزنها 200 جرام، إضافة إلى براءة مكتوبة بالخط العربي بتوقيع رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، تحمل اسم الفائز، وملخصًا لمبررات فوزه.