بعد 16 عامًا.. "الأحمدي": لم أقابل شخصًا لم يخسر أمواله في انهيار الأسهم

الكاتب الصحفي فهد الأحمدي

الكاتب الصحفي فهد الأحمدي

تم النشر في

بعد 16 عامًا من أعظم انهيار في سوق الأسهم بالسعودية، يؤكد الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، أنه في "تلك الأيـام" لم يقابل أحـدًا نجا من الكارثة أو لم يخسر مدخراتٍ قضى في جمعها سنين عديدة؛ كاشفًا السبب وراء خسارة هؤلاء، خاصة صغار المستثمرين، ولافتًا إلى الدرس الذي يجب تعلمه.

في تاريخ كل بلد انهيار كبير

وفي مقاله "16 عامًا على كـارثـة 2006" بصحيفة "مكة الإلكترونية"، يقول الأحمدي: "في تاريخ كل بلد يوجد انهيار كبير يشكل علامة فارقة في تاريخها الاقتصادي.. في أمريكا مثلًا لا يزال الخبراء يتحدثون عن انهيار عام 1929 الذي شكّل كارثة حقيقية تسببت في إفلاس الملايين، وتحويل الأثـريـاء إلى معدومين".

انهيار سوق الأسهم في السعودية

ويروي "الأحمدي" قصة انهيار سوق الأسهم في السعودية، ويقول: "في السعودية حـدث أعظم انهيار في سوق الأسهم في 25 فبراير 2006؛ فـبعـد أن أغلق المؤشر عند أعلى نقطة في تاريخه (20.636) بـدأ الانهيار في اليوم التالي بسبب الخروج الجماعي للحيتان والمستثمرين الكبار. أدركوا أن فقاعة السوق بلغت أوجها، فـباعـوا أسهمهم عند حدودها العـليا، وانفجرت الفقاعة في وجـه مَن لم يستطع البيع في الوقت المناسب.. لم يستوعب المتداولون الصغار ما حدث، وتصور معظمهم أنه تراجعٌ تصحيحي أو انخفاض مؤقـت. وحـين استوعبوا خطورة الموقف، انتشرت بينهم حـالة هـلع تفوق غرق التيتانك.. احترق معظمهم في السوق، ولم ينجح أغلبهم في سحب أموالهم بسبب ضغط أوامر البيع (وعـدم وجود مشترين أصلًا).. استمر السوق في الهبوط حتى 8443 نقطة، وبعـد سنتين عاود النزول مجددًا إلى 4542 نقطة فقط!".

لم أقابل أحـدًا لم يخسر أمواله

ويضيف الكاتب قائلًا: "في (تلك الأيـام) لم أقابل أحـدًا نجا من الكارثة أو لم يخسر مدخرات قضى في جمعها سنين عديدة؛ فـمعظم الناس في ذلك الوقت لم يكونوا يملكون معايير مسبقة للخروج، أو خططًا طويلة المدى، أو متوسط أرباح يعوض الخسائر أو يحد من قسوة الانهيار (وجميعها احتياطات واستراتيجيات ناجحة سنتحدث عنها قريبًا)".

لهذا السبب تفاوتت الخسائر

ويكشف "الأحمدي" السبب وراء تفاوت خسائر المتداولين، ويقول: "لهذا السبب بالذات، تفاوتت خسائر المتداولين بحسب أسبقية الدخول. فمن دخل مبكرًا (قبل الانهيار بست سنوات مثلًا)، لم يتأثر كثيرًا بقسوة الانهيار. أذكر حينها أنني راجعت ثلاثة من أعرق الصناديق الاسـتثمارية؛ فوجدتها قد حققت أرباحًا تُقدر بـ796٪ و631٪ و793٪ منذ عام 2000 وحتى انهيار السوق عام 2006. وهذه النسب الإيجابية الكبيرة (خلال الست سنوات التي سبقت الكارثة) تتفوق على خسائر الانهيار بعـدة أضعاف، وتؤكد فعالية "الاسـتثمار الطويل" في تخفيض المخاطر، ودور (الزمن) في تجاوز أي انهيار مهما كان قاسيًا".

لا تُصب بالهلع ولا تَبِعْ بثمن بخس

ويُنهي "الأحمدي" بنصيحة لمن يرغب في الاستثمار في سوق الأسهم، ويقول: "الحقيقة التي يجب أن ندركها جيدًا هي أن انهيارات الأسواق -في حال حدوثها بهذا الشكل القاسي- قـد تنزل مؤقـتًا بقيمة أسهمك، ولكنها لا تنزل بعـددهـا وكميتها مهما حصل. فـمن يشتري 100 سهم في شركة ناجحة، سـيظل يملك 100 سهم مهما انخفض السوق. يمكننا تشبيهه بسيدة اشترت عشرة أساور ذهـبية قبل انهيار سوق الذهب بيومين.. سـتظـل تملك (عشرة أساور) مهما نزلت الأسعار، وستظل تملك استثمارًا ناجحًا طالما لم تصب بالهلع، وتبع أساورها بثمن بخس".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org