لم يخفِ "عبدالعزيز الثنيان" خلال حديثه لـ"سبق"، فرحته بالفوز بجائزة "جستن" للتميز التي أقيمت برعاية رئيس جامعة الملك سعود، ليس لكونه من رواد التعليم - وهو يستحق ذلك بوصفه أحد رواد التعليم بالمملكة-، ولكن كما يراها بتبني الجمعية العريقة التي انطلقت منذ 40 عاماً، هذه الجائزة التي تطلق في دورتها الأولى.
وعبر الدكتور عبدالعزيز الثنيان الذي تدرج في حقل التعليم معلماً للغة الغربية وترقى بالمناصب حتى أصبح مسؤولاً في وزارة للتعليم ثم مجلس الشورى، قائلاً: سعيد بهذه الجائزة وأسعد أكثر بتبني الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية هذه الجائزة، ونبلها من نبل الهدف من هذه الجائزة، وهو الدفع بالتربويين والمؤلفين والباحثين للمزيد من العطاء والبذل.
وأضاف الفائز بفرع الرواد عن فئة "رواد التربية وعلم النفس"، خلال الحفل الذي أقامته الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية "جستن"، أن صناعة العقول هي أهم صناعة وأشرفها وأنبلها فالإنسان ميزه الله سبحانه وتعالى بالعقل والجمعية تعمل في هذا المجال بورك بها وبرسالتها.
وبدأ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان حياته العملية معلماً للغة العربية ،ثم تدرج حقل التعليم إلى أن أصبح مديراً عاماً للمناهج بوزارة المعارف "وزارة التعليم حالياً"، ثم عُين مديراً عاماً للتعليم بمنطقة للرياض لمدة عشر سنوات، ثم وكيلاً للوزارة لمدة سبع سنوات، وقد ساعده التدرج الوظيفي والتعليمي على المشاركة في تطوير منظومة التعليم بالمملكة.
وحرص على رفع كفاءة المعلم التعليمية والتربوية والاعتبارية، ومعالجة الأمية باستيعاب جميع الطلاب بالمدارس، وتميز بقدرته على حل المشكلات التي تواجه التعليم بأسلوب نوعي وغير تقليدي.
وأسهم "الثنيان" في تأسيس جامعة الأمير سلطان، ومازال في مجلس أمنائها، وتشرف بعضوية مجلس الشورى، وأصدر كتابه "سنوات في مجلس الشورى" حكى فيه تجربته الشورية، وللدكتور عبدالعزيز مشاركات مجتمعية وتطوعية متعددة، حيث يرأس حالياً جمعية آفاق التعليمية الخيرية التي تهتم باختيار ورعاية نوابغ الطلاب وتوفير البرامج الإثرائية لهم.
وله كتابات وحوارات تربوية في وسائل الإعلام المختلفة، وصدر له سلسلة من الكتب المتنوعة تزيد عن 15 كتاباً في التربية والأدب والتاريخ الوطني وله كتاب أخير حول التدبر في القرآن الكريم، وما زال يحمل الهم التربوي التعليمي، حيث يرأس حالياً شركة ابن خلدون التعليمية، ويتابع تطبيق برامجها الإثرائية النوعية.
أما المكرّم الثاني في نفس الفئة فهو الأستاذ الدكتور عبدالله بن نافع آل شارع المخلفي أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود سابقا، عمل وكيلاً للجامعة وأميناً عاماً لها وعميداً لكلية ورئيساً لقسم علم النفس لعدة فترات، و"المخلفي" عضو فريق إعداد الخطة الخمسية الأولى لجامعة الملك سعود، ورئيس فريق إعداد الخطط الخمسية الثانية والثالثة والرابعة، والمستشار الأكاديمي لمخطط مشروع الحرم الجامعي.
وعمل الدكتور عبدالله باحثاً رئيسياً، لفريق العمل الذي يتولى إنجاز البحث الوطني للكشف عن الموهوبين ورعايتهم، الذي نتج عنه مقاييس في الذكاء والقدرات والإبداع، ونماذج لبرامج إثرائية لرعاية الموهوبين، وتولى الدكتور عبدالله الإشراف على تطبيق نتائج هذا البحث في تأسيس البرنامج الوطني والمركز الوطني لرعاية الموهوبين بوزارة المعارف (وزارة التعليم حالياً) كما شارك في تأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة".
وقاد عدداً من المشروعات التربوية والنفسية على المستوى الوطني، ونشر عدداً واسعاً من المؤلفات والدراسات والبحوث الرصينة، وتميزت مسيرته بالجمع بين العمل الإداري القيادي في جامعة الملك سعود، والعمل الأكاديمي والمهني في قطاعي التعليم الجامعي والتعليم العام، ولا يزال الدكتور عبدالله المخلفي يسهم في خدمة التربية وعلم النفس من خلال تقديم الدراسات والاستشارات التربوية والنفسية.
أما المكرم الأول في فئة "رواد الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية"، فهو الأستاذ الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر، الذي قاد عمليات تأسيس الجمعية بخطواتها الأولى، وأشرف على بناء أنظمتها ولوائحها، ورأس “البدر” مجلس إدارتها في الدورتين الأولى والثانية، حيث استكمل خلالها قيادته لتطوير أنظمة الجمعية ولوائحها، وأسس لأنشطتها سواء المؤتمرات العلمية أو اللقاءات والندوات الشهرية أو المجلة العلمية المحكمة والإصدارات العلمية.
واستمر "البدر" في دعم الجمعية وأنشطتها، حيث كان عضواً في مجلس إدارتها خلال الدورة الثالثة، واستمر مشاركاً بفعالية في أنشطة الجمعية المختلفة، كما عمل عميدا لشؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود، ووكيلاً للجامعة، ثم عين بأمر ملكي أميناً عاماً لمجلس الشورى لمدة اثني عشر عاماً، وله مشاركات فاعلة في الأعمال والجمعيات الخيرية والتطوعية، حيث كان عضواً وأميناً لمجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض “إنسان” لمدة تربو على خمسة عشر عاماً.
وكان المكرم الآخر في فئة رواد الجمعية، الأستاذ الدكتور راشد بن حمد الكثيري الذي شارك بفعالية في فريق تأسيس الجمعية، وكان نائباً لرئيس مجلس إدارتها في الدورتين الأولى والثانية، كما رأس مجلس إدارتها في الدورتين الثالثة والرابعة، وشهدت تلك الفترة الأعمال التأسيسية والتنظيمية للجمعية، حيث أصبحت الجمعية من أبرز الجمعيات العلمية على مستوى المملكة والوطن العربي بأنشطتها المتعددة.
وساهم "الكثيري" في تأسيس مجلة الجمعية العلمية المحكمة "رسالة التربية وعلم النفس"، وكان أول رئيس هيئة تحرير لها، واستمر في عضوية هيئة تحريرها لمدة تزيد على خمسة عشر عاماً، وأشرف على المجلة التثقيفية للجمعية "آفاق تربوية ونفسية"، وعلى عقد عدد من فعاليات الجمعية كالمؤتمرات السنوية واللقاءات والندوات الشهرية، وكان له دور محوري في تأسيس عدد من فروع الجمعية.
ورأس مجلس إدارة الجمعية مجدداً في دورتها الثامنة، واختير خلالها عضواً في مجلس الشورى، وله أكثر من خمسة وعشرين بحثاً ودراسة منشورة، وله إسهامات مؤثرة في التعليم العام الحكومي والأهلي، والتعليم الجامعي، واستمر الدكتور راشد مرتبطاً بالجمعية منذ تأسيسها حتى الآن رئيساً ونائب رئيس لمجلس إدارة الجمعية لخمس دورات، وداعماً للجمعية ومجالس إداراتها بشكل مستمر.
إلى ذلك، شملت جائزة جستن للتميز أيضاً فرع البحث العلمي فئة الرسالة العلمية - دكتوراه، إذ قالت الدكتورة ندى عبد الرحمن أبو حيمد الفائزة بالجائزة المركز الثاني فئة رسالة الدكتوراة أن تكريمها من قبل الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية وجامعة الملك سعود هو أكبر فخر وتثمير لجهود عمر وسنين عملت عليها في هذه الرسالة.
وأضافت: في هذا اليوم يوم الفرح لا ينسيني أن أشكر جامعتي التي كانت السبب في هذا التميز وكليتي كلية التربية، وأعضاء هيئة التدريس الذين كانوا سند لنا وساعدونا للتميز وعقبال إن شاء الله مزيد من التميز سواء لمنسوبي الجامعة أو الجامعة.
وفي ذات السياق، قالت نورة بنت سعيد السيف الفائزة بالمركز الثاني في مجال البحث العلمي فئة الرسالة العلمية - الماجستير إن هذه أول مشاركة لها بالجائزة وإن الإجراءات كانت واضحة، وكانت مشاركتها البحثية في مجال التربية الخاصة مسار صعوبات التعلم.
وزادت: تختلجني حالياً مشاعر فخر لخدمة مجال إنساني بحكم أن مجال البحث يختص بتشخيص لصعوبات التعلم بمعرفة أهم التوجهات الحديثة في محكات تشخيص صعوبات التعلم.