
أصدرت وزارة المياه بيانًا صحفيًا بعد صمت طويل منذ بداية فيضان سد وادي بيش، قالت فيه، إن أغراض السد متعددة ولم يكن حماية فقط من مياه الوادي، واضعة التحلية التي يرفضها المواطنون لرداءة الطعم واللون أحيانًا، في مقدمة الأهميات، حتى بعد الكارثة التي شهدتها المنطقة من جراء فيضان السد، في الوقت الذي يرفض فيه المواطنون مياه السد أن تكون للسرب كالحاصل.
وتفصيلاً، قالت الوزارة في بيانها: "إشارة إلى ما تم تداوله من ملحوظات حول عدم الاستعداد من وزارة المياه والكهرباء تحسباً لحدوث فيضان في سد وادي بيش، تود الوزارة أن تورد الحقائق التالية:
" 1. لقد أنشئ سد وادي بيش ليخدم أغراضاً متعددة، على رأسها أن تكون مياه السد من المصادر الرئيسة لمياه الشرب بعد تنقيتها لخدمة منطقتي (عسير،وجازان)، حيث يبلغ المعدل اليومي للسحب حالياً للمنطقتين حوالي (120) ألف متر مكعب".
وأضاقت: " 2. حرصاً من الوزارة على إبقاء مخزون آمن من المياه في حوض السد لهذا الغرض تحسباً لحدوث جفاف ـ لا قدر الله ـ قد يستمر أكثر من سنة كما حدث في سد بيشة، إلى درجة اضطرت الوزارة إلى حفر عدد من الآبار في بحيرة السد بعد جفافها تماماً، وتوقف جريان الوادي قرابة (10) سنوات".
وأفادت أن: " 3. حاولت الوزارة طيلة الأعوام السابقة منذ إنشاء سد وادي بيش الحيلولة دون حدوث خلل في امدادات المياه ـ والتي تعتبر ضرورة قصوى ـ وذلك بالاحتفاظ بكمية من المياه للإبقاء على مخزون كافٍ لهذا الغرض، إضافة إلى تزويد المزارعين باحتياجاتهم في مواسم الري، ولتلبية احتياجات الوادي البيئية، وكذلك الاستجابة لما صدر من توجيهات لتخفيض كمية المنسوب، حيث وصلت كميات المياه المخزنة في السد بتاريخ 1/4/ 2016م، إلى (140) مليون متر مكعب فقط، مما يعني أنه كان بإمكان السد أن يستوعب في ذلك الوقت كميات إضافية من المياه في حوض التخزين قدرها 60 مليون متر مكعب، قبل أن يصل إلى حد الفيضان، وهي كمية كبيرة جداً مقارنة بالمعدلات السابقة".
وزادت الوزارة في بيانها: "4. بعد ورود معلومات عن الحالة المطرية المتوقعة، وبالتنسيق بين المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان والمديرية العامة للدفاع المدني في المنطقة، تم البدء بزيادة تصريف كميات أكبر من مياه السد عبر مجرى الوادي حتى وصلت كميات التصريف في بعض الأوقات إلى (5) مليون متر مكعب يومياً، إلا أن كميات السيول المنقولة، وكذلك كميات الأمطار التي وصلت إلى بحيرة السد في وقت قصير جداً أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في السد أكثر من معدل التصريف إلى أن وصلت المياه إلى حد المفيض".
وبينت "5. أن عمر سد وادي بيش لا يتجاوز عشر سنوات، وقد كانت المياه تتدفق في الوادي بانسيابية قبل إنشاء السد، وكان بإمكان الوادي استيعاب الفائض، لو أن مجرى الوادي كان خالياً من العوائق المحدثة، وعلى رأسها الحواجز الترابية (العقوم) التي يتم إحداثها من بعض المزارعين لتحويل المياه إلى مزارعهم، وقد سبق للوزارة التنبيه مراراً إلى مغبة ومخاطر هذه الإحداثات".
وختمت بيانها: "6. تأكيداً لما ذكر آنفاً فإن سد وادي بيش لم يكن الغرض من انشائه أن يكون سد حماية فقط ، وإلا لكانت بواباته مفتوحة لتصريف السيول أولاً بأول ، إلا أن الأغراض الأخرى المشار إليها حتّمت الاحتفاظ بمخزون كافٍ لضمان تلبية الطلبات من المياه حتى لو استمر الجفاف لعدة سنوات".
كشفت مصادر لـ "سبق" في وزارة المياه، أنه وعلى الرغم من أن الشكاوى الكثيرة من أهالي منطقة جازان ، من سوء طعم مياه التحلية المقبلة من سد وادي بيش إلى محطة تحلية الشقية، والتي توزع على المواطنين في جازان وكذلك منطقة عسير ، إلا أن قرار الوزير كان مستمرًا في استثمار مياه السد بالتحلية .
وقالت المصادر: "إلى هذا اليوم وبوابات سد وادي بيش مغلقة، ولا يمكن السيطرة على فيضان المياه إلا بفتح مجارٍ جديدة للسد بشكل عاجل بعيدة عن الأحياء السكانية"، مشيرةً "إلى أن مياه السد كانت تتزايد بين فترة وأخرى مع علم الوزارة دون السماح بفتح البوابات".
وكانت "سبق" قد تلقت العديد من مطالب المواطنين، وسكان المنطقة بعدم توزيع مياه سد وادي بيش كتحلية للشرب، وذلك لما كشفوه بها من تغير ألوان وطعم بين فترة وأخرى.
وقالت المصادر: "أنه يجري العمل على تمديد أنبوب مياه من محطة التنقية من سد وادي بيش، إلى محطة التحلية بالشقيق، وذلك لتوزيعه للشرب على منطقتي عسير وجازان" .
وتساءلت المصادر: "عن ماذا لو كانت بوابات السد مفتوحة عندما فاض السد، أو ماذا لو تم فتحها في هذا التوقيت في الوقت الذي تشهد فيه مجاري وادي بيش تشبعًا بالمياه".
وطالبت وزارة المياه باستثمار مياه السد في السقيا للمزارع على امتداد مجرى الوادي كوسيلة مساعدة على التصرف في كميّات المياه الضخمة التي يحتجزها سد وادي بيش.