أجهضت لجنة ثُلاثية حكومية، مشروعاً صحياً يتمثل في إنشاء مستشفى يتسع لـ 50 سريراً في ضاحية كلاخ؛ التي تبعد نحو 50 كلم جنوب شرقي محافظة الطائف؛ بعد أن أيّدت واعتمدت خمس جهات حكومية، شملت "وزارة الداخلية، وإمارة منطقة مكة المكرّمة، ومحافظة الطائف، ومجلسها المحلي، وكذلك الشؤون الصحية بالمحافظة"، إقامة المشروع على أرض تمّ تخصيصها لذلك، منذ أكثر من 10 سنوات.
جاء إجهاض هذا المشروع من خلال سحبه، ونقله إلى موقع آخر كان قد تم رفضه مُسبقاً من الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ حيث فُوجئ الأهالي، وفقاً لمصادر "سبق"، بأن المشروع لم يُنفذ حتى الآن في موقعه الرسمي والمُعتمد له؛ بل تمّ نقله إلى ضاحية السر، وهو الموقع الذي يبعد عن مستشفيات الطائف 12 كلم فقط، في حين أن الموقع الأصلي للمشروع تقرّر حكومياً وفقاً لمستند رسمي؛ تحتفظ "سبق" بنسخة منه، أن يكون في ضاحية كلاخ، وهو الموقع المتوسط بين سديرة، وشقصان، ومرفوض، وبسل، وهجرة الحلاه، وذلك نظراً لبُعد المسافة عن مستشفيات الطائف، التي تبعد عنها كلاخ وسديرة مسافة 50 كلم.
وجاءت أولى لبنات فكرة المشروع، في ثنايا برقية خطية برقم (1/43/3/ 86804)؛ تحتفظ "سبق" بنسخة منها، موجّهةً من وزير الداخلية آنذاك، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله -، إلى صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية، ونسخة إلى صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرّمة، وذلك في العشرين من شوال من عام 1427هـ؛ حيث تضمن ما نصه "نشير إلى ما رفعه لنا صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرّمة، المعطوف على خطاب معالي محافظ الطائف، المبني على طلب قبيلة النفعة، إعداد رفع مساحي للأرض الواقعة في وادي كلاخ، وذلك لتخصيص الأرض في الموقع للإدارات الحكومية، ومن ضمنها مركز كلاخ، ومستشفى، وخدمات أخرى، نأمل إطلاع سموكم، والتفضل بتوجيه رئيس بلدية الطائف، بمسح الأرض لتخصيصها للجهات الحكومية لمركز كلاخ المقرر افتتاحه".
وتوالت بعد ذلك المخاطبات بين الجهات الحكومية آنفة الذكر، التي أيّدت واعتمدت بالإجماع إقامة المشروع الصحي في ضاحية كلاخ؛ حيث جاء في أحد المستندات، التي تحتفظ "سبق" بنسخة منها، أنه "جرى الاطلاع على المعاملة، والواقع أن مراكز سديرة، وكلاخ، وبسل، والحمادين، بها كثافة سكانية، وعدد 36 مدرسة ثانوية، ومتوسطة، وابتدائية، ولاحظنا خلال الجولات أن هذه المنطقة وللمستقبل هي الأحوج للمستشفى، ونرى أن ينفذ بالأرض المخصّصة له".
كما جاء في مستند رسمي آخر صدر في الثاني والعشرين من المحرم عام 1430 هـ؛ تحتفظ "سبق" بنسخة منه، أن "الخطة الخمسية الثانية تضمنت إنشاء مستشفى كلاخ سعة خمسين سريراً، لحاجة المنطقة إليه، وتم إدراج ذلك في مشروع ميزانية وزارة الصحة للعام المالي 1426 / 1427 هـ، حسبما أُشير إلى ذلك في خطاب مدير عام الإدارة العامة للتخطيط بوزارة الصحة في خطابه رقم 26258 /39 في 26 المحرم 1427 هـ".
يُشار إلى أن الأرض الواقعة في كلاخ، ووفقاً لما ذكروه الأهالي، فهي مفرغة لوزارة الصحة، وتبعد أكثر من 50 كم عن مستشفى الملك فيصل، في حين بُنيَ المعيار الوزاري الرئيس لإنشاء مستشفى سعة 100 سرير وأكثر يخدم 40 كم مربع بقطر دائري، ومستشفى سعة 50 سويراً يخدم 20 كم مربع بقطر دائري.
وقال مدير ادارة التواصل والعلاقات بـ "صحة الطائف"، عبدالهادي الرييعي: "وفقاً لمطالبات عدة من أهالي قرى جنوب الطائف: بني سعد، والسر، وسديرة، وكلاخ، وغيرها إلى جانب الحوادث التي تباشرها الجهات المختصّة على طريق الجنوب الرابط بين منطقتَيْ مكة المكرّمة والباحة، فإن الوزارة رأت تحقيق المطالب كافة باعتماد مستشفى جنوب الطائف في موقعٍ مناسبٍ يستطيع تحقيق أهدافه وتلبية طلبات جميع أهالي القرى كافة".
وأضاف: "لذلك شُكلت لجان سابقة ولاحقة جميعها أقرّت بأن يكون بمنطقة السر باعتبارها منطقة ارتكاز رابط لكل محاور وقرى جنوب الطائف، وكذلك مرور طريق الجنوب من خلالها واحتوائها على مراكز الجهات الحكومية لقرى جنوب الطائف، وبذلك تحقق الأهداف المشار اليها في انشاء مستشفى جنوب الطائف لخدمة الجميع وهو ما نسعى لتحقيقه دون النظر لرغبة أهالي منطقة عن أخرى، علماً أنه لم يسبق تحديد أرض للمستشفى بمنطقة كلاخ، وما قُدم من أهالي المنطقة لا يتعدى كونه تبرُعاً بأرض وهو محل تقدير الصحة وشكرها لمبادرتهم غير أن المصلحة العامة لخدمة كافة قرى جنوب الطائف مُقدمة على مصلحة منطقة خاصة بحد ذاتها".