سجلت الأجهزة الأمنية في وسائل الإعلام عدداً من الجرائم البشعة لمتعاطي مخدر الشبو، لعل من أبرزها الحادثة المأساوية التي وقعت منذ أيام قليلة لمدمن مادة الشبو حيث قتل أمه وأباه وأخته وأخاه، حرقاً بأن سكب عليهم مادة البنزين، وأشعل النيران بهم في نهار رمضان، فلم تشفع لهم صرخات الاستغاثة ولا نظرات الاستعطاف فقد تجمد قلبه وتحول إلى كتلة من الصخر لم ترق ولم تلن لتوسلات والديه.
وحول مادة الشبو وأسباب تعاطيها وآثارها وخطورتها، قال الأستاذ الدكتور عبدالله المناحي، استشاري العلاج النفسي والأسري لـ"سبق": "مادة الشبو (الكريستال) تأتي على شكل بلورات كرستالية صغيرة شفافة اللون هي مخدر اصطناعي يتم صنعه باستخدام مادة الميتا أمفيتامين، التي لها تأثير كبير على الجهاز العصبي".
وأضاف "ترجع خطورة تعاطي هذه المادة إلى سرعة الإدمان عليها، فقد وجد أن هناك من يدمن عليها من أول استخدام لها".
وتابع "تعد من أخطر أنواع المخدرات المستحدثة والتي وجدت طريقاً بشكل مستهدف إلى مجتمعاتنا العربية بشكل عام والمجتمعات الخليجية بشكل خاص".
وقال: "السبب الرئيس الذي يجعل بعض الشباب يستخدمها أنها تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الدوبامين في المخ، مما يعطي السعادة المفرطة لمراكز المتعة في المخ، فيشعر بإحساس النشوة والسعادة المؤقتة فسرعان ما تتحول حياته إلى الكآبة كما أنها تتلف خلايا المخ، وتؤدي إلى السكتات الدماغية، وفقدان الذاكرة والشعور بالإعياء طوال الوقت، وتظهر لدى المتعاطي أفكار انتحارية والسلوك العدواني خصوصاً مع أسرته".
وأشار الدكتور المناحي أن من خطورة هذه المادة أنها تصيب المتعاطي بهلاوس سمعية أي أنه يسمع أصواتاً غير حقيقية تتحدث معه، أو هلاوس بصرية بحيث يرى أشياء غير موجودة فيصدقها، وقد تصل بالمتعاطي إلى فقدان القدرة العقلية (الجنون).
وأكد "المناحي" أهمية دور الأسرة في متابعة الأبناء وملاحظة سلوكياتهم وما يعتريها من تغيرات، وعند اكتشاف تعاطي أحد أفرادها تبادر إلى إجباره على العلاج في المستشفيات المتخصصة، والاستعانة بالجهات الأمنية في حالة مقاومته للعلاج.
وشدد "المناحي" على أن التأخير في طلب العلاج سيترتب عليه أحد الأمرين إما موته أو موت أحد من أفراد أسرتك بسبب سلوكه.