ما إن حل شهر رمضان المبارك قبل أيام وبعد رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا من بداية شهر شعبان الماضي، حتى عادت العادات الرمضانية التي اعتاد عليها الكثير من محبي فعل الخير ومنها تفطير صائم، فتشاهد المساجد والجوامع مليئة بالسفر الرمضانية ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ رغبة بالأجر وسط تنظيم والتزام بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا.
وتعد سفر تفطير الصائمين من أشهر العادات الرمضانية التي تشتهر بها السعودية في شهر رمضان المبارك، ويكون غالبية المستفيدين منها من المقيمين؛ فتجد المساجد والجوامع مليئة بالسفر حتى إن الكثير من الأسر تساهم بشكل يومي بإمداد هذه الجوامع والمساجد بالأكلات والمشروبات رغبة في الأجر ويتسابقون عليها.
ويقول عدد من المقيمين في حديثهم لـ"سبق": مثل هذه العادات حقيقة لم نشاهدها في كثير من الدول، وهذه إحدى المميزات التي تمتاز بها المملكة العربية السعودية والأسر السعودية؛ فهم يتسابقون على تفطير الصائم فلا تجد أي مقيم في المملكة العربية السعودية ينكر هذا الشيء، فهي حقيقة بلد العطاء والخير.
وقال البعض الآخر: الكثير من الأسر في السعودية حريصة كل الحرص على سفرة إفطار الصائم في المساجد، حتى إن البعض منهم يوصل وجبات الإفطار إلى سكن العمالة يوميًّا طيلة شهر رمضان، وهذا الشيء يلمسه الكثير من العمالة، مثمنين هذه العادة الحسنة في المملكة وفي الأسرة السعودية.
أبو أحمد، وهو جار لأحد المساجد في أحد أحياء مدينة الدمام؛ يقول: هذه مشاريع خيرية تعاونية يقصد منها الثواب والأجر الوارد في تفطير الصائمين، وحيث إن الكثير من العمالة الذين يعوزهم الحصول على الأكل وأكثرهم دخله قليل وربما لا يعمل، ولديهم غالبًا عوائل وأُسر، فأرى أن تشجيع هذه المشاريع والمساهمة معهم فيها أجر كبير، وكذا يثيب الله من قام بخدمتهم في الطبخ والإعداد وتقديم المأكولات المناسبة، وكذا من سعى في جمعهم وإعلامهم وحملهم وإرجاعهم؛ وذلك لأنه من التعاون على الخير.
وعادت مشاهد الخيم الرمضانية "إفطار صائم" إلى ساحات المساجد والجوامع في جميع مناطق المملكة بعد عامين من توقفها بسبب جائحة كورونا التي توقف معها هذا العمل الخيري الذي يجتمع فيه مغرب كل يوم من أيام الشهر الفضيل العمالة والفقراء وبعض المارة والمسافرين الذين يتوقفون فيها للإفطار.
وأعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، عودة سفر الإفطار إلى جنبات المسجد الحرام بعد توقف عامين، وذلك بإصدار 2000 تصريح خاص بسفر الإفطار، مع تحديد إجراءات وضوابط تضمن الوقاية والسلامة للمفطرين بالمسجد الحرام خلال الشهر الكريم، إلى جانب تسيير قوافل ماء زمزم المبارك لجنودنا البواسل المرابطين بالحدود الجنوبية خلال الشهر المبارك، إضافة إلى استمرارية حملة "خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا" في موسمها السادس .