أكد الباحث السياسي يحيى التليدي، أن جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الخارجية وقبلها جولته الخليجية وترسيخ الهدنة في اليمن كلها تعكس رؤية سياسة سعودية حكيمة ترتكز على الحنكة والعقلانية، ويمكن وصف ذلك بأنه "درس العقلانية السعودية" بالمنطقة، وذلك تزامنًا مع نهاية جولة سمو ولي العهد.
وصرح "التليدي" لـ"سبق"، بأن الزيارة المرتقبة للرئيس بايدن ستكون الشهر المقبل نقطة تحول كبرى في ترسيخ البوصلة نحو السعودية كرائدة الاعتدال العربي للحد من نفوذ طهران وأذرعها وإرساء حالة إقليمية أكثر توازنًا والسعي إلى إنهاء حرب اليمن والبدء في إعادة الإعمار وإذابة جليد العلاقات الحرجة بالدول الإقليمية ومنها تركيا.
وأشار "التليدي" إلى أن زيارة سمو ولي العهد اليوم إلى تركيا تأتي بعد دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتمثل أهمية سياسية لا تقل عن أهميتها الاقتصادية، حيث ستزيح العقبات أمام العلاقات مع تركيا مما من شأنه تنقية الأجواء وترسيخ العقلانية ولغة المصالح.
وتابع "التليدي": "تركيا دولة محورية في المعادلة الإقليمية للشرق الأوسط، لذلك من الطبيعي أن تشجع الرياض أي خطوات تقارب مع تركيا لحيوية مركزها سياسيًا وموقعها جغرافيًا، إلا أن على أنقرة الاستفادة من دروس الأمس التي كلفت تركيا قيمة ذلك الموقع السياسي، والتعاطي مع القضايا الإقليمية من منطلق المصالح المشتركة والحرص على أمن المنطقة واستقرارها".
وأوضح أن الأهمية الأخرى أن لهذه الزيارة بعدًا اقتصاديًا من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والاتفاقيات الثنائية، والاقتصاد هو أحد أهم عوامل الاستقرار السياسي، وتعزيز لغة المصالح في المنطقة بدلاً عن التصعيد والتوتر، وبالتأكيد سنشهد بداية جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
واختتم حديثه قائلاً إنه وبناء على التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين والعلاقات الثنائية بين تركيا وبعض الدول العربية يبدو أن ثمة مساعي نحو توافق عام على أهمية صياغة تحالف إقليمي له أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية لتنسيق المواقف بما يُسهم في دعم الأمن والاستقرار في الإقليم ومواجهة التحديات التي قد تهدد مستقبل المنطقة واستقرارها.