30 يوماً مضت على اختطاف قاضي دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف "محمد الجيراني"، الذي اختُطف صباح يوم الثلاثاء الموافق 14 ربيع الأول من قِبَل مجموعة ملثمة، أثناء خروجه من منزله بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف؛ فيما جددت أسرته ثقتها بالجهات الأمنية التي تتعامل مع القضية.
هذه الحادثة التي تُعد حادثة نادرة من نوعها، ودخيلة على المجتمع السعودي، أكدت اهتمام جميع أفراد الشعب السعودي بمتابعة القضية، والحرص على سلامة "الجيراني"؛ حيث هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها "الجيراني" للتهديد؛ فقد تَعرّض عدة مرات للاعتداء على ممتلكاته ومحاولة حرق منزله من قِبَل مجهولين، وكان الرجل هدفاً للتشويه والتخوين والإسقاط من قِبَل أنصار الجماعات الإرهابية.
ويقول الباحث الديني "أكرم البلادي" لـ"سبق": "مضى شهر كامل على اختطاف القاضي محمد الجيراني، ولم نسمع عنه خبراً إلى يومنا هذا. إن أبناء الشيخ الجيراني يعانون فُقدان والدهم".
ووجّه "البلادي" رسالة لهذه العصابة المختطفة وقال: "اسمعوا أيها الخاطفون، أناشدكم أن تتفكروا في هذا الجرم الخارج عن نطاق القيم الإسلامية والإنسانية، عودوا إلى عقولكم، وتفكروا في هذا الجرم الذي سوف تحاسَبون عليه يوم القيامة من قِبَل الله سبحانه وتعالى".
وأضاف: "إياكم والإفساد والعبث في البلاد وإزعاج العباد، ولا تكونوا اللئام الحاقدين والمستولين كما وصفهم أمير المؤمنين الإمام علي: "إذا استولى اللئام اضُطِهد الكرام" يكفي اضطهاداً ضد هذا الشيخ وأسرته، أنتم مسلمون، والمسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، عودوا إلى عقولكم وتفكروا، وأن الله أرحم الراحمين، والسلام على من اتبع الهدى".
هذا وقد تابعت وكشفت "سبق" تفاصيل اختفاء قاضي دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف "محمد الجيراني"، صباح يوم الثلاثاء 14 من شهر ربيع الأول في القطيف؛ حيث اختطفته مجموعة ملثمة أثناء خروجه من منزله بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف في نحو الساعة 9 صباحاً.
وقالت المصادر، حينها: "إن الشيخ الجيراني كانت حياته طبيعية، وكان آخرها أمس قبل اختطافه، واليوم صباحاً تَعَرّض لعملية الاختطاف، وعلى الفور تعاملت الجهات الأمنية مع الحدث، وحضرت للموقع بأسرع وقت وقامت بتطويق موقع الجريمة"، وأكدت المصادر أن الشيخ الجيراني حاول مقاومة المجموعة الملثمة التي اختطفته؛ إلا أنهم اقتادوه للمركبة؛ على الرغم من محاولة زوجته مساعدته؛ إلا أنها لم تستطع".
وأضافت: "المركبة التي اختطفت الشيخ الجيراني جيب لون أبيض؛ ولكن لم يتم تحديد نوع المركبة؛ فيما تم العثور على حذائه والمشلح الذي كان يرتديه في موقع الحدث".
يُذكر أن وزارة الداخلية أعلنت -مؤخراً- عن نتائج مهمة أدت إلى القبض على ثلاثة أشخاص شاركوا في اختفاء الشيخ محمد عبدالله الجيراني، قاضي دائرة الأوقاف والمواريث من أمام منزله ببلدة تاروت بالقطيف، وهم كل من: الموقوف عبدالله علي أحمد آل درويش، والموقوف مازن علي أحمد القبعة، والموقوف مصطفى أحمد سلمان آل سهوان، الذين كُلّفوا من قِبَل المخططين والمنفّذين لهذه الجريمة بأعمال المراقبة والرصد للمجني عليه.
وأسفرت التحقيقات عن تحديد هوية ثلاثة من الجناة المتورطين في مباشرة جريمة الاختطاف، وهم كل من: المطلوب محمد حسين علي العمار، والمطلوب ميثم علي محمد القديحي، والمطلوب علي بلال سعود الحمد، المعلن عنهم ضِمن قائمة بتسعة مطلوبين.