بمشاركة خادم الحرمين.. قمة إسطنبول تنطلق وفلسطين تتصدر أجندتها

بمشاركة خادم الحرمين.. قمة إسطنبول تنطلق وفلسطين تتصدر أجندتها
تم النشر في

انطلقت، قبل قليل، في مركز المؤتمرات بمدينة إسطنبول التركية، القمة الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إضافة إلى أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة.

وتفصيلاً فقد بدأت اليوم في العاصمة التركية إسطنبول أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الثالثة عشرة برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية تحت عنوان (دورة الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام).

ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - .

وبدأت الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر القمة الإسلامية بآيات من الذكر الحكيم.

بعد ذلك أعلن الرئيس التركي افتتاح أعمال مؤتمر القمة الإسلامية في دورتها الثالثة عشرة، سائلاً الله تعالى أن يجعل هذا الاجتماع خيراً وبركة على العالم الإسلامي. 

ورحب الرئيس رجب طيب أرودغان، بقادة ورؤساء وفود الدول الإٍسلامية المشاركة في المؤتمر. 

وقال: "أرحب بكم في تركيا وطنكم الثاني وأشكر جميع من أسهم في الإعداد لهذا المؤتمر الذى نتشرف بحضوركم"، معرباً عن شكره لمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني. 

وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

فخامة الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان

رئيس الجمهورية التركية

معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

الإخوة الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم, ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة, والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة, وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة.

الإخوة الكرام:

إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية, وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254, ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية.

وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216.

أيها الإخوة:

إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء.

وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعاً وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها.

إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات, وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي.

وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكان  وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية سامح شكري قد ألقى كلمة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، استعرض فيها الجهود التي قامت بها بلاده إبان فترة رئاستها للدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإٍسلامي.

وتحدث عن التحديات التي تواجه النظام الدولي حالياً، لاسيما العالمين العربي والإسلامي، وفي مقدمتها التحدي الخاص بالإرهاب ومحاولات إلصاقه بالدين الإسلامي، والأزمات الطاحنة التي تواجه العديد من الدول الإسلامية والتي يذهب ضحيتها الآلاف من المسلمين في دول مثل سوريا وليبيا واليمن والصومال وأفغانستان وجنوب الفلبين ومالي وجامو وكشمير وميانمار وغيرها.

ثم ألقى  الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني، كلمة رحب في مستهلها بخادم الحرمين الشريفين وأصحاب الجلالة والسمو والفخامة والدولة ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر .

وأعرب عن تهنئته للرئيس رجب طيب أردوغان وللحكومة التركية والشعب التركي بتولي رئاسة أعمال هذه الدورة، مقدراً دور تركيا وجهودها في دعم وتعزيز مسيرة العمل الإسلامي المشترك.

وقدر لجمهورية مصر العربية وعلى رأسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ما بذلته خلاله رئاستها للدورة السابقة لتعزيز دور المنظمة في محيطها الإقليمي وجهودها المخلصة في دعم العمل الإسلامي المشترك وتفهم واقعه، معرباً عن امتنانه للمملكة العربية السعودية التي تستضيف مقر المنظمة لما تحظى به الأمانة العامة من دعم ورعاية واهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة .

وقال: "أغتنم هذه المناسبة للإشادة الحقة برؤساء اللجان الدائمة الأربعة لمنظمة التعان الإسلامي: جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية ورئيس لجنة القدس، وفخامة السيد ممنون حسين رئيس جمهورية باكستان الإسلامية رئيس اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي، وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية رئيس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري، وفخامة الرئيس مكاي سال رئيس جمهورية السنغال رئيس اللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية على قيادتهم المستنيرة لهذه اللجان، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في دفع العمل الإسلامي المشترك.

ونوه بجهود جمهورية إندونيسيا قيادة وحكومة وشعباً خلال استضافتها القمة الاستثنائية الخامسة في شهر مارس الماضي التي خصصت لفلسطين بناء على طلب فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس .

وأكد مدني أن شعوب العالم الإسلامي تعلق آمالاً عريضة على أن تتوصل هذه القمة لنتائج تعزز من مسيرة التضامن الإسلامي في مواجهة تحديات المرحلة. وتتطلع في هذا الصدد إلى اعتماد خطة عشرية استراتيجية جديدة للفترة من 2015- 2025 تتضمن أولويات محددة وآليات للتنفيذ والقياس.

بعد ذلك ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية كلمة عبر فيها عن شكره لجمهورية مصر العربية على جهودها خلال رئاستها للدورة السابقة كما شكر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي لتنظيمها للقمة .

وعدّ الطائفية هي أكبر فتنة يواجهها العالم الإسلامي حاليًّا وأن الإرهابيين الذين يعتدون على المظلومين ويقتلون وينهبون باسم الإسلام لا يمثلون الدين, وقال: "إن الدول الإسلامية مستاءة من التمثيل غير العادل في آليات اتخاذ القرار الدولي, فالآلية القائمة على الظلم لا يمكن أن تسهم في تأسيس العدالة الدولية وعلينا الإسراع في تحقيق مفهومي العدالة والسلام، اللذين يمثّلان محور اجتماعنا، فلا يمكن أن تمثّل المنظمات الإرهابية التي تقتل الأبرياء وتعبث بممتلكاتهم، هذا الدين الحنيف، لأنّ ديننا دين السلام والصلح.

وأضاف فخامته: "إن بقاء فلسطين تحت الظلم الإسرائيلي جرح غائر في صدر العالم الإسلامي، ولابد من قيام دولة فلسطين المستقلة من أجل حل القضية في المنطقة .

وأبدى الرئيس التركي أسفه للمواقف المتناقضة التي تشير إلى ضحايا هجمات باريس وبروكسل، ولا تأتي على ذكر ضحايا هجمات أنقرة وإسطنبول ولاهور, مطالباً الدول الأعضاء إلى العمل على مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية من خلال التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، بدل انتظار تدخل القوى الأخرى متسائلاً: لماذا ننتظر المساعدة من غيرنا على حل مشاكلنا وتخليصنا من الإرهاب، علينا أن نحلّ مشاكلنا بأنفسنا .

وأضاف: "نذكر جيدًا كيف دُمرت أفغانستان، وقُتل مئات آلاف المسلمين، وظُلم الملايين منهم بسبب القاعدة، والآن يعمل داعش الذي يسيطر على مناطق بالعراق وسوريا ويسعى للتحرك في ليبيا، لخدمة الغاية القذرة ذاتها, مؤكدًا أن ظلم وضرر التنظيمات الإرهابية كله لحق بالمسلمين .

ثم ألقيت عدد من الكلمات لممثلي المجموعات العربية والإفريقية والآسيوية المشاركين في هذه القمة .

حضر الجلسة الافتتاحية من الجانب السعودي،  وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير النقل المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل، ومساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين  تميم بن عبدالعزيز السالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org