بمعزل عن الانتماءات والتوجهات.. كيف تتعامل السعودية مع مرتكبي الجرائم الإرهابية؟

لا تختلف المملكة عن غيرها من الدول في حماية أمنها الداخلي
بمعزل عن الانتماءات والتوجهات.. كيف تتعامل السعودية مع مرتكبي الجرائم الإرهابية؟

محافظة الدول على أمنها الداخلي، ليست بالأمر الهين، وهي وظيفة أساسية تقوم بها كل دولة لحماية كيانها وشعبها، ولا تقل في أهميتها عن محافظة الدولة على سلامتها من التهديدات الخارجية، وتتعامل كل الدول في العالم -ومن بينها السعودية- مع الجرائم التي تُخل بأمنها الداخلي، وتكدر السلم الأهلي لشعبها، من منظور أمني خالص، يقوم على مبدأ مكافحة ومنع كل الجرائم المهددة للأمن والاستقرار الداخليين، بمعزل تام عن التوجهات الانتماءات الدينية أو المذهبية أو الأيديولوجية للمجرمين الذين يرتكبون هذا النوع من الجرائم.

ويقتصر تعامل السعودية في مواجهة كل التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها الداخلي؛ على المعيار الأمني، بمعزل تام عن جنسية المتورطين في جرائم الإرهاب وانتماءاتهم الدينية والمذهبية؛ فالسعودية لا تتسامح في حماية أمنها الداخلي، ولا يمكنها التهاون أبدًا فيه؛ لما يرتبط به من سلامتها كدولة، والمحافظة على الحياة الطبيعية لأفراد شعبها والقاطنين على أراضيها واستقرارهم، وتنفيذ السعودية حُكم القتل في 81 إرهابيًّا من حملة الفكر المتطرف، والجواسيس، والحوثيين، والمعادين لها؛ يبرهن برهانًا قاطعًا على التزام المملكة بالمعيار الأمني في التعامل مع الإرهابيين؛ فمن بين المنفذ فيهم حُكم القتل، مواطنون سعوديون وغير سعوديين، كما أن من بينهم سنة وشيعة.

وحُكم القتل المُنَفذ في هؤلاء الإرهابيين، يتناسب تمامًا مع بشاعة الجرائم الأمنية التي ارتكبوها، ومن بينها انتهاك حرمات معلومة من الدين بالضرورة، ومهاجمة دور عبادة ومقار حكومية، ومؤسسات حيوية، وقتل رجال أمن والتمثيل ببعضهم، وزرع ألغام، والخطف والتعذيب والاغتصاب والسطو المسلح، وتهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة؛ فمن غير العدل أن تَقِل عقوبة هؤلاء عن القتل؛ لأن جرائمهم أزهقت أرواح أبرياء وخلفت خسائر، وروعت الآمنين، وتدخل في إطار الإفساد في الأرض.. ومنح هؤلاء الإرهابيين وأمثالهم فرصة الحياة في السجون؛ سيشجع على ارتكاب الجرائم الإرهابية، ولن تردع من تُسَول له نفسه الانحراف والانجراف في تيارات التطرف.

وتَعامل المملكة مع هؤلاء الإرهابيين، لا يختلف عن تعامل كل الدول مع أمثالهم، ففي عام 2001م نفذت أمريكا حكم القتل في الإرهابي تيموثي جيمس ماكفي، بعد إدانته بتفجير مبنى ألفريد مورا الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما في أبريل 1995؛ مما تسبب في مقتل 168 شخصًا بينهم أطفال وإصابة المئات بجروح، وكان دافع "ماكفي" لارتكاب جريمته البشعة دافعٌ عنصري؛ فقد كان من المؤيدين لجماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية المعادية لشرائح عديدة داخل المجتمع الأمريكي، ويتطابق تعامل أمريكا مع "ماكفي" مع تعامل السعودية مع الإرهابيين، الذين نفذت فيهم حكم القتل اليوم، فجميعهم ارتكبوا جرائم ليس من الوارد التهاون في مواجهتها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org