بين "مؤيد ومعارض".. الدراسة في رمضان ليست بدعة؟ وهذه نصائح تربوية للطلاب والطالبات

"المغذوي" لـ"سبق": على الأبناء والبنات الالتزام بالحضور وأسرهم الدعم وتوفير الجو المناسب
أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية البروفيسور عادل بن عايض المغذوي
أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية البروفيسور عادل بن عايض المغذوي

على الرغم من كون الدراسة في رمضان ليست أمرًا جديدًا أو مستغربًا، ففي بداية التسعينيات الهجرية كانت الدراسة في رمضان بدوام كامل، ثم جاءت بعد ذلك في فترات لاحقة متقطعة، رغم أنها كانت في ظروف ليست كهذه الظروف؛ فلا تسل عن تجهيزات واستعدادات وأماكن مهيأة ووسائل نقل آنذاك.

وتأتي هذه المقدمة التربوية تزامنًا مع عودة الطلاب والطالبات اليوم لصفوف الدراسة في شهر رمضان بعد تطوير المنظومة التعليمية.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ الدراسات العليا بقسم التربية بالجامعة الإسلامية البروفيسور "عادل بن عايض المغذوي" لـ"سبق" تعليقًا على تباين الآراء داخل المنظومة التعليمية ما بين مؤيد ومعارض وممتعض: أرى أن من البديهيّ ما تمّ تداوله في الفترة القصيرة الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ما بين مؤيد ومعارض ومتقبل وممتعض؛ نظرًا لأن الدراسة هذا العام في رمضان جاءت بعد طول غياب يصل إلى خمسة عشر عامًا، إذا علمنا أن آخر عام دراسي كان في رمضان هو عام ١٤٢٨هـ، فبالتالي عبّر أفراد المجتمع بجميع أطيافه وفئاته عمّا يعتمل بين جوانحهم تجاه هذا القرار.

وأضاف: "علينا جميعًا أن نُعْمِلَ العقل لا العاطفة ونتأمل جيدًا في الموضوع؛ لنصل إلى ما يجب أن نكون عليه كمعلمين ومربّين وأولياء أمور طلاب ومسؤولين، لا أن نشحن نفوس الناشئة ونعطيهم جرعة من التثبيط والتهاون واللامبالاة! بل لا بد وأن نقدّر للأمور قدرها، ونستشعر ما نحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى بفضل من الله، ثم بفضل قيادة حكيمة واعية جعلت الإنسان همّها الأول".

وألقى "المغذوي" الضوء على ما يجب على كل من له علاقة بالعملية التعليمية، بدءًا من الطالب نفسه مرورًا بولي الأمر والمعلم وانتهاء بالمسؤول وصانع القرار، وقال: ينبغي أولًا الالتزام والحضور من قبل الطلاب والطالبات واحتساب الأجر في ذلك، ولا يكون الغياب إلا فيما دعت الضرورة إليه.

وواصل رسائله التربوية: "على الأسر شحذ همم أبنائهم وبناتهم بالتحفيز والتشجيع ومؤازرتهم في كل ما يحتاجونه، من تذليل الصعوبات، وتوفير الجو المناسب لهم وإسداء النصح بالتي هي أحسن، وتذكيرهم بجميل العاقبة لمن اجتهد، وبذل ما في الوسع"، وكذلك: "يجب على المدرسة بكامل طاقتها البشرية والمادية تذليل كل الصعوبات لاستقبال الطلاب والطالبات للدراسة في هذا الشهر الكريم ومراعاة الجانب النفسي سيما في الأيام الأولى من الدوام المدرسي".

وأردف "المغذوي": يجب قيام الجهاز الإداري بالمنطقة أو الوزارة بكامل الاستعدادات من جاهزية المدارس من حيث التكييف وباقي الخدمات المساندة"، بالإضافة إلى الاستفادة من التمكّن التقني الناتج من التعامل مع جائحة كورونا في إيجاد بدائل للتعليم عن بعد في بعض المقررات النظرية؛ للتخفيف عن الطلاب والطالبات من عبء اليوم الدراسي سواء كان في عدد الساعات اليومية أو الأيام الأسبوعية.

وختم البروفيسور "المغذوي" رسائله قائلًا: إن الناظر بعين عقله لا عاطفته يدرك تمامًا أن الصيام لم يكن يومًا من الأيام مانعًا وعائقًا عن العمل، وهؤلاء أجدادنا ومن قبلهم يحدّثوننا عن عظيم ما صنعوه وأنجزوه في شهر رمضان، ولم يكن لديهم من سبل الراحة والتمكين ما ننعم به اليوم ولله الحمد، فحريٌّ بكل من استرعاه الله رعية من معلم أو أب أو أم أن يستغل هذه الأوقات في غرس القيم في نفوس الناشئة وأن يتعاهدهم بالنصح والتوجيه والدعاء لهم بكل خير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org