رعى الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لجمعية الإعاقة الحركية للكبار "حركية"، حفل الزواج الجماعي الحادي عشر للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، بقاعة الخزامى بالرياض، وبحضور أعضاء مجلس الإدارة والمدعوين وكبار الشخصيات ووسائل الإعلام.
وبدأ الحفل بالسلام الملكي والقرآن الكريم، تلا ذلك كلمة لرئيس مجلس الإدارة المهندس ناصر بن محمد المطوع، رحَّب بها بالحضور الكرام لتشريفهم حفل الزواج بدورته الحادية عشرة بجمعية حركية، مثمنًا للأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رعايته الكريمة لحفلات الزواج الجماعي في حركية.
وقال المطوع: "إن رعاية سموكم الكريم تأتي انطلاقًا من حرصكم لدعم المستفيدين من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وتلمُّس احتياجاتهم، وتمكينهم، وتحقيق رغباتهم في الزواج، وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتذليل الصعاب التي تعترض مسيرة حياتهم، ومشاركتهم فرحة العمر، وإدخال البهجة والسعادة عليهم.. تجسيدًا لمعاني التكاتف والتآزر الذي حث عليه ديننا الحنيف، وتضمنته القيم الإسلامية".
وبيَّن أن جمعية حركية حظيت باهتمام ومتابعة وحرص قيادتنا الرشيدة حتى أصبح المعاق -بفضل الله- عضوًا عاملاً في مجتمع يجد كل رعاية وعناية؛ ما انعكس أثره على حياة المستفيدين، وتوفير أوجه الدعم كافة لهم، وتجويد حياتهم.
ولفت إلى أن هذا الدعم اللامحدود ينطبق على كل الجمعيات الخيرية في السعودية التي لعبت دورًا كبيرًا في تقديم خدمات إنسانية في مختلف مناطق السعودية؛ ما جعلها تؤدي رسالتها على أكمل وجه. وجمعية "حركية" إحدى تلك الجمعيات التي أسهمت -وما زالت تسهم- بتقديم خدمات جليلة وكبيرة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وتسعى جاهدة للمحافظة على حقوق المعاقين التي كفلتها الدولة لهم، وتحقيق عملية الدمج مع المجتمع؛ لكي ينال الوطن نصيبه من خدمة ابنه المعاق.
وأضاف: تسعى حركية لتحقيق رؤيتها المتمثلة في تقديم البرامج النوعية للمستفيدين، ومساندتهم من خلال برامج تطويرية وتوعوية وتأهيلية، بشراكة فاعلة مع القطاع الحكومي والأهلي والتطوعي.
وحرصت "حركية" منذ انطلاقتها الأولى على تقديم خدمات متميزة للمعاقين حركيًّا، وتنمية الوعي العام باحتياجاتهم وحقوقهم، وتحقيق الاستدامة المالية للجمعية، وإقامة الشراكات مع القطاعات المختلفة لتحقيق التكامل بين القطاع غير الربحي والقطاعات الأخرى، وتطوير البناء المؤسسي للجمعية لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية 2030.
وأوضح "المطوع" أن تنظيم حفلات الزواج الجماعي يأتي ضمن تلك البرامج الهادفة والنوعية بالجمعية؛ إذ حرصت جمعيتكم (جمعية حركية) على دعم المستفيدين، وتمكينهم، وتحقيق الدمج الاجتماعي والاستقرار النفسي والأسري لهم، ومشاركتهم فرحة العمر، وإدخال البهجة والسعادة عليهم، والمساهمة بتحقيق الرؤية الوطنية 2030 التي دعت إلى تجويد حياة المستفيدين من الجمعيات والمنظمات الخيرية بالسعودية، والعناية بمستفيدي القطاع غير الربحي، وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وتسعى "حركية" من خلال حفلات الزواج الجماعي إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية المقبلين على الزواج، وخاصة مساعدتهم ماليًّا، وتمكينهم من توفير متطلبات الزواج كافة.
وفي ختام تصريحه قدم المطوع شكره لراعي الحفل لحضوره ودعمه المستمر للجمعية وبرامجها، وشكر أعضاء مجلس الإدارة والداعمين من أفراد وجهات وفِرق تطوعية؛ لدورهم في نجاح حفل الزواج الحادي عشر بجمعية حركية.
كما شكر موظفو "حركية" الذين عملوا في تنظيم وإعداد هذا الحفل المبارك. وهنأ العرسان بهذه المناسبة متمنيًا لهم حياة سعيدة، تنعم بالاستقرار والسكينة، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يجمع بينهم بالخير، ويبارك لهم، ويرزقهم الذرية الصالحة، والحياة الكريمة.
من جانبه، كشف عبدالرحمن بن سالم السيف، المشرف العام على برنامج الزواج الجماعي، في كلمة له خلال الحفل، أن الجمعية تسعى من خلال حفل الزواج الحادي عشر إلى تزويج 160 مستفيدًا ومستفيدة، وتحقيق أمنياتهم في الزواج، وإدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم.
وأشار إلى أن حركية تسعى من خلال حفلات الزواج الجماعي إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية المقبلين على الزواج من خلال مساعدتهم ماليًّا، إضافة إلى مساعدتهم عينيًّا عبر المساهمة بتأثيث المنزل، وتوفير الأجهزة المنزلية. ولا شك أن الزواج يحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، إضافة إلى حاجتهم إلى شريك يقوم بمساعدتهم على تخطي مصاعب الحياة، وإشعارهم بالاندماج الكامل في المجتمع.
وتابع "السيف": ونظرًا لرغبة الكثير منهم بالزواج، فقد أقرت الجمعية حفل الزواج الجماعي الذي يقام سنويًّا؛ إذ تقيم الجمعية حفلاً للرجال وآخر للنساء، يتم من خلالهما توزيع المساعدات النقدية والعينية للمتزوجين. وتعمل الجمعية على تكرار هذه المناسبة لمساعدة أكبر قدر ممكن من المستفيدين الراغبين في الزواج؛ وذلك للتيسير عليهم، وتخفيف أعباء الزواج، ومساعدتهم اجتماعيًّا.. باعتبار الزواج فطرة إنسانية، وإحدى ركائز الحياة. وهو مطلب ملحٌّ، شرعه الله لمقاصد سامية، ولتحقيق غايات عظيمة جليلة، كما أنه وسيلة من وسائل العفاف، وتحصين الشباب والفتيات من مشاكل سلوكية وأخلاقية.
وأردف قائلاً: إن حركية فعَّلت دورها في تزويج الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية من خلال منصة توافق، التي تتيح لهم اختيار شريك الحياة من خلال عملية ربط عالية الخصوصية والسرية التامة، وذلك عبر قاعدة بيانات منتقاة بعناية، يتم مراجعتها وعرضها للمسجلين بمنصة توافق الإلكترونية للزواج.
وتابع: وتعد المنصة مكملة لبرنامج الزواج الجماعي، وتحتوي على مجموعة من الخدمات، كالتدريب والتأهيل وورش العمل، إضافة إلى دورات توعوية وتثقيفية واستشارية. وتتطلع حركية من خلال هذا المشروع إلى رفع معدل الإسهام في عملية تزويج الأشخاص ذوي الإعاقة، واستثمار الوطن في أبنائه المعاقين من خلال أبنائهم الأصحاء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمعاقين نفسيًّا واجتماعيًّا.
وأُقيم عرض مرئي بعنوان "رحلة عريس"، يحاكي خطوات ومراحل الزواج للمستفيدين، ثم كلمة العرسان، ألقاها نيابة عنهم سعد القحطاني، عبَّر فيها عن مشاعر الفرح والسرور، وقال: "نحمد الله سبحانه أن يسَّر لنا الزواج وأتمَّه، وحقَّق لنا أحلامنا ورغباتنا في الزواج وتكوين أُسر تنعم بالراحة والاستقرار والسكينة. وهذه اللحظات هي من أجمل لحظات العمر بأن منَّ الله علينا لتحقيق أحلامنا. وحقيقة، فإن مشاعر الفرح وسعادتنا الغامرة بهذه المناسبة لا توصف".
كما أعرب عن شكره وزملائه العرسان للأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز "لتشريفه حفلنا، ومشاركته فرحتنا، ودعمه المستمر للمحتاجين والمستفيدين، وحبه للعمل الخيري". وشكر جمعية حركية التي "ساهمت بإسعادنا وفرحتنا، وقدمت لنا العديد من البرامج والخدمات".
وأكمل: ونشكر كل من ساهم وسعى لتمكيننا من أفراد وجهات، وتوفير سبل الراحة لنا. وسوف نكون -بإذن الله- محل الثقة لخدمة وطننا ومجتمعنا وأنفسنا، ونسعى لتكوين أُسر مثالية، تخدم الوطن.. سائلين الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال، وأن يجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.
بعد ذلك انطلقت مراسم زفة العرسان، تخللها العرضة النجدية، وعدد من فقرات الفرح ابتهاجًا بهذه المناسبة.
وفي ختام الحفل كرم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز الجهات والأفراد الداعمين لحفل الزواج الحادي عشر، وتم التقاط الصور التذكارية، وتناوُل وجبة العشاء.