تجارب عديدة تخوضها الجمعيات الخيرية أو المتخصصة في السعودية بأشكالها كافة، وتعدُّد أنشطتها.. وتعقد الكثير من المؤتمرات والفعاليات التي تبرز أعمالها، وتدعو إليها الخبراء من الداخل والخارج، وتخاطب جميع وسائل الإعلام لتغطية هذه المناسبات. وبالرغم من ذلك لا نعلم عن هذه الجمعيات شيئًا، وربما لا نتذكر اسمها، فما بالك بأنشطتها؟ وجميعها في الغالب تهدف لتسجيل حضور فقط لا غير، وتذكر في تقريرها السنوي أنها نظمت عددًا من المؤتمرات، وعددًا من الندوات.. وفي نهاية المطاف لا تبقى في الذاكرة، ولا نشعر بها، لماذا؟
عند تنظيم الفعاليات بشكل عام نحتاج إلى عقول نظيفة متمرسة، تؤمن بما تعمل لأجله، وتسعى لتحقيقه متجاوزة العقبات والصعاب كافة؛ فالمهم تحقيق الهدف وهذه الروح الطموحة المثابرة التي نسعى لتكريسها في عقول أبنائنا؛ لنستطيع - بإذن الله - إنشاء جيل يقفز بوطنه لمصاف الأمم المتقدمة؛ فالإيمان بالفكرة التي تصب في صالح المجتمع ضروري لنجاحها، وليس مجرد النظر لهذه الفعالية على أساس أنها مجرد رقم يُضاف لرصيد عدد الأنشطة، التي لن نحقق منها سوى خسارة المال بدون نتيجة.
تجربة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك) في تنظيم الفعاليات، وحُسن اختيار الأفكار وإخراجها بشكل رائع، يؤكد أن هناك عقولاً تسعى للنجاح على مستوى المجتمع، وليس على الصعيد الشخصي.
عقول تبحث عن الجديد والتطور.. عقول تعرف كيف تصنع النجاح الذي يبقى في ذاكرة التاريخ والأجيال. مؤسس الجمعية ولي ولي العهد وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أحد شباب هذا الوطن المخلص، الذي أخذ على عاتقه الكثير من المهام والأعباء التي لن يتسع المجال لسردها وذكرها، ولن تستوعبها الصفحات لنهضة وطنه ورفعته بين الأمم، ولكن سنتحدث عن جزئية بسيطة من مهامه الكثيرة، هي موضوع هذه المؤسسة غير الربحية، التي تكرس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم، وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية. هذه المؤسسة لها من اسمها نصيب؛ فقادتها من الشباب، بدءًا من سمو المؤسس وصولاً إلى أمينها العام الشاب بدر العساكر، الذي يتابع كل شاردة وواردة؛ لتظهر الجمعية بهذا التميز والرقي، وبقية الشباب من أبناء الوطن الذين يعملون بكل إخلاص لنجاح جميع الأنشطة والمناسبات التي تعقدها الجمعية. ومما يلفت النظر في مسك بشكل مختلف عن بقية أنشطة الجمعيات التميز في التنظيم والإبداع في طرح الأفكار، وحسن اختيار الضيوف؛ ما يؤكد أن هناك عقولاً تبتكر وتصنع المستحيل؛ ليلامس الواقع، ويتـحول إلى أنـموذج يحتذى به في المـثابرة على النـجاح، وعدم الاهتـمام بالمعوقات.
أتمنى حقيقة أن يتم تعميم تجربة مسك في كيفية صنع النجاح، وتجاوز عوامل الفشل؛ لتستفيد بقية الجمعيات والجهات من هذه التجارب الوطنية الناجحة.