تحرك رسمي لإنقاذ "براية محايل" المعمرة من الموت.. تحظى باهتمام "البيئة" و"تطوير عسير"

"آل مجثل" سنقوم بعدد من الحلول.. ونثمّن لـ"سبق" اهتمامها بالقضايا البيئية ونشر الوعي
تحرك رسمي لإنقاذ "براية محايل" المعمرة من الموت.. تحظى باهتمام "البيئة" و"تطوير عسير"

سجلت وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير، تفاعلًا جديدًا تجاه معمرة محايل "البراية" التي رصدتها "سبق" في أسوأ حالاتها، بعد أن أخذ الضمور ينخر أجزاءها في إجراء يهدف إلى إنقاذها من الموت، وتحديد الأسباب المسببة لما آلت إليه.

وسجل فرع وزارة البيئة بمنطقة عسير، ممثلاً في مدير إدارة البيئة بالفرع المهندس أحمد بن محمد آل مجثل، تفاعلًا جديدًا مع ما نشرته "سبق" من تقارير عن معمرة محايل "البراية"، والتي تصارع الموت بعد ضمور أجزاء كبيرة منها ونخر الربية لها.

وقام "آل مجثل" عصر أمس الثلاثاء، ترافقه "سبق" بزيارة ميدانية لوادي البطح شرق محافظة محايل عسير؛ للاطلاع على الشجرة المعمرة وما آلت إليه، بحضور مندوب مركز الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بمحايل عسير، ومندوب مكتب وزارة البيئة بالمحافظة، وأكد المهندس أحمد آل مجثل لـ"سبق" اهتمام وزارة البيئة بكل ما من شأنه الحفاظ على الغطاء النباتي بشكل عام وحماية الأشجار المعمرة بشكل خاص، لافتاً إلى أنه يتم حالياً العمل على تنفيذ برنامج حصر وحماية الأشجار المعمرة بالمنطقة، بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة عسير، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي.

وعبر المهندس "آل مجثل" عن عظيم شكره وتقديره لتعاون المواطنين بوادي البطح لاهتمامهم بالغطاء النباتي والمحافظة عليه.

وثمّن "آل مجثل" في الوقت ذاته لصحيفة "سبق" متابعتها الدائمة للقضايا البيئية ومساهمتها في تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع، لافتاً إلى أنه سيتم تطبيق عدد من الحلول العاجلة للمحافظة على ما تبقى من أجزاء الشجرة المعمرة -بإذن الله- وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.

وكانت "سبق" قد تناولت قضية ضمور الشجرة في تقريرين؛ الأول نُشِر في التاسع من شهر إبريل الماضي بعنوان "البراية" أكبر شجرة معمرة بعسير تصارع الضمور.. ومطالب بإنقاذها.. التفاصيل هنا "وجاء في تفاصيله" أن وادي البطح شرق محايل عسير يشهد وجود أكبر شجرة معمرة تسمى "البراية"، والتي يعود عمرها إلى مئات السنين وفق سكان القرية المجاورة، كانت وما زالت من أهم وأبرز معالم المحافظة، فلطالما احتضن ظلها أجساد المسافرين والرعاة والسكان الذين كانوا ينيخون ركابهم تحتها؛ لظلها الكبير الذي كان يغطي المكان.

بل إن السكان كانوا يؤدون صلاة الأعياد تحتها وفق أحمد بن فارس آل المشايخ الذي أكد لـ"سبق" أن الشجرة الضخمة التي يبلغ جذعها أمتارًا وطولها شاهق وتغطي بأغصانها مساحة كبيرة، وقال "آل المشايخ" إن الشجرة تعد الأضخم والأكبر عمرًا عن غيرها من وجهة نظره في المنطقة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنها تحمل الكثير من الذكريات الجميلة للسكان والمسافرين وزوار المكان منذ مئات السنين، حيث أدركها منذ أكثر من نصف قرن، إلا أن قصص الآباء والأجداد المتواترة تؤكد أن عمرها يقدّر بمئات السنين.

ووقفت "سبق" ميدانيًا على تلك المعمرة التي بدت وهي تصارع الموت بعد ضمور جذعها الضخم الذي أخذ في العطب والتكسر على الرغم من الاخضرار البسيط الذي لا يزال يكسو بعض أغصانها.

وتعود قصة بداية ضمورها إلى أكثر من 13 عامًا بعد أن صدرت توجيهات أمير المنطقة آنذاك، الأمير فيصل بن خالد، بدفن البئر التي كانت تحتضن جذورها؛ بسبب بعض المعتقدات الخاطئة التي ظهرت، ومنها أن رشفة من مائها تشفي من عدة أمراض، وهو ما دفع بالكثير من الناس إلى التوافد عليها من داخل المملكة وخارجها وخصوصًا من دول الخليج.

وعكفت اللجنة المشكلة من عدة جهات على دراسة وبحث الوضع، ومن ثم الخروج بعدة نتائج؛ منها أن البئر أصبحت مزارًا ومعتقدًا للشفاء، فضلاً عن إثبات التحاليل المخبرية عدم صلاحية مياهها للشرب، ليصدر توجيه الأمير في عام 1430 بدفن البئر خوفًا من اتخاذها مزارًا يمارس فيها بعض المعتقدات الخاطئة، لتبدأ قصة الضمور لتلك الشجرة المعمرة التي كانت تظل البئر ومرتاديها وتضرب بجذورها في أعماقه، وعاد عددٌ من المواطنين للمطالبة بسرعة التحرك لإنقاذ تلك الشجرة الضخمة بما يضمن عودتها إلى سابق عهدها.

في حين نُشِر التقرير الثاني في 26 من شهر إبريل المنصرم بعنوان "تفاعلًا مع سبق البيئة تقف على معمرة محايل.. ري بحليب المواشي وتسمية خاطئة طمرت البئر".

وجاء فيه في تفاعل مع "سبق"، وقف مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحايل على الشجرة المعمرة "البراية" وقالت مصادر في حينها إنه تم إعداد تقرير فني مفصل عن الوضع القائم بناء على ما نُشر في الصحيفة، وتم الرفع بها لمدير عام فرع الوزارة بمنطقة عسير، وأرجعت السبب الرئيس في ضمور تلك الشجرة إلى طمر البئر التي كانت ترشف من نبعه.

وأبان العم محمد بن أحمد عسيري 75 عامًا أن الشجرة تعني لسكان المنطقة الشيء الكثير، ومرت بمراحل عدة وقصص مثيرة، منها أن الشجرة كانت تُسقى في أوقات الجدب والقحط التي مرت بها المنطقة بحليب الماشية؛ في إجراء يهدف إلى بقائها وعدم ضمورها قبل حفر البئر.

وتأتي عملية حفر البئر يدويًا والاصطدام بصخرة كبيرة دفعت بأحد السكان يدعى ابن سنان إلى مكافأة كل شخص قدر ما تم نحته من الصخور بحب الذرة ما جعل الجميع يتسابق على الحفر إلى أن تم الوصول إلى النبع والعين التي كانت سببًا في حياة المعمرة سنين طوالًا تُظل الرعاة وتسقي حلالهم من داخل المحافظة وخارجها، إلى أن بدأت تضمر بسبب دفن البئر أخيرًا بعد أن أطلق عليها تسمية لا تمتّ لها بصلة وهي براء منها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org