ربما لم يخلُ تاريخ السعودية منذ تأسيسها من التعرض للاستهداف من أطراف لا تحركها إلا الأطماع؛ نظراً للمكانة الروحية للسعودية بين مسلمي العالم، وقوة اقتصادها، وثقلها الإقليمي والدولي، وإذا كان استهداف المملكة ليس جديداً، ولا يُرجح أن يتوقف مستقبلاً، فإن الجديد فيه، ما كشفه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حواره مع مجلة "أتلانتك" الأمريكية، الذي نشر اليوم (الخميس)، أن هناك مجموعات قليلة ما بين الغرب والشرق ترى أن من مصالحها إفشال "رؤية 2030".
ورغم أن دخول "رؤية 2030" إلى دائرة الاستهداف الخارجي للمملكة؛ يُعد مثيراً للاستغراب والعجب؛ لأن الرؤية لا زالت قيد التطبيق، ولم يمض على إعلانها سوى ست سنوات فحسب، إلا أنه يشير إلى دلالة مهمة للغاية هي تفرد النموذج الحضاري والتحديثي، الذي تتضمنه الرؤية، وقيمة النتائج، التي حققتها إلى الآن، بالرغم من عدم مرور نصف المدة الزمنية المحددة لتنفيذها على أرض الواقع، ولقد بيّن ولي العهد خلال حواره مع "أتلانتك" مدى ما تتمتع به "رؤية 2030" ومشاريعها من تفرد قائلاً: "لا نريد أن نقدم مشاريع منسوخة من أماكن أخرى، بل نريد أن نضيف شيئًا جديدًا للعالم، فالكثير من المشاريع، التي تقام في المملكة تُعد فريدة من نوعها".
واستشهد في هذا السياق، بتفرد مشاريع: نيوم، وذا لاين، والقدية، والعلا، والدرعية، وعدم وجود مثيل لها في العالم، كما لفت الأمير محمد بن سلمان إلى قيمة النتائج الاقتصادية، التي حققتها الرؤية إلى الآن، مبيناً أن السعودية كانت قريبة من المرتبة العشرين في مجموعة العشرين قبل خمس سنوات، أما اليوم فهي على وشك الوصول إلى المرتبة 17، وتطمح للوصول إلى مرتبة أعلى من المرتبة 15 بحلول 2030، كما أوضح أن المملكة هدفت إلى تحقيق معدل نمو للناتج المحلي بقيمة 5.9 في المئة، ولقد وصلت في تحقيقه إلى معدل 5.6 في المئة، وسينمو اقتصادها بأكمله بنسبة تقارب 7 في المئة العام المقبل، وهذا يضعها من بين أسرع الدول نموًّا في العالم.
ويبرهن ما تقدم على أن سبب الاستهداف الخارجي لـ"رؤية 2030" يعود إلى نجاحها، ونقلها للمملكة إلى مستوى أعلى من التنافسية في مضمار القوة والتأثير في المجال الدولي، وقد حسم ولي العهد نتيجة مساعي هذه المجموعات الدولية، بأنها ستفشل، ولن تستطيع إفشال مشروع الرؤية أبداً؛ لأنها لن تقوى على ذلك، وحسم ولي العهد يستند إلى قدرة المملكة على حماية مشروع الرؤية، بمثل ما كانت قادرة على الدوام لحماية أمنها واستقرارها ومقومات عيشها، والتصدي للحملات العدائية، كما يستند إلى احتضان الشعب السعودي للرؤية، بعد أن تحولت عقب إعلانها إلى مشروعه الوطني، لتحقيق النهضة والتقدم والازدهار.