أغلقنا الترفيه لسنين في كل شيء، ثم فجأة وخلال فترة قصيرة بدأ الترفيه بفعاليات سيئة مكثفة وترك المقاصد الحقيقية منه.
حفلات رقص، وصيحات، وتنكر، وفرق أجنبية مشبوهة، وفعاليات بعيدة عن الترفيه وعن الاهتمام بغالبية المجتمع وتقوم على الرقص والتمايل والسفاهة، ومشاهير بلا قيم يقدّمون للمجتمع حركات سفاهة تتعالى معها أصوات بنات بالصياح.. وكأنهن مطلوب منهن ذلك؛ لإشعار الناس بأن هذه الحركات تحتاج للتفاعل وللضحك منها.
ترفيه ليس من واقعنا، ولا يتوافق مع قيمنا ولا ديننا، وليس هو ما جاء في رؤيتنا الوطنية المتماشية مع تعاليم ديننا وثقافتنا، وتعزيز كل عمل إيجابي ومكافحة كل سلبي.
إن ما حدث من مناسبات أشرفت عليها هيئة الترفيه مؤخراً يدعو للقلق والتساؤل والاستغراب.
فالمجتمع متعطش لبرامج الترفيه، والهيئة بدأت ببرامج تنفذها شركات خاصة ومليئة بالسفاهة، وتتعارض مع القيم، وكأنها تودّ أن توصل رسالة بأن هذا هو الترفيه الحقيقي، وتوهم عامة المجتمع المتعطشين للترفيه بأن ذلك اسمه ترفيه، وتحقّق نتائج في إثارة المجتمع ومخالفة القيم والتعارض مع سياسات الوطن.
إن من يعي الترفيه يعلم أن كثيراً من برامجه تتوافق مع القيم والمبادئ، وأن بعض ما يسمى ترفيهاً، وقلة منها هي سفاهة وسوء وإفساد.. فلماذا بدأت هيئة الترفيه بالجزء البسيط الدخيل على الترفيه، وقدّمت أسوأ بداية لهيئة وطنية تخاطب كل أفراد المجتمع؟ وخسرت سمعتها في أول خطوة لها؟
إنها دعوة مفتوحة لهيئة الترفيه لمراجعة واقعها وبرامجها وخططها، وألا تؤثر على شباب الوطن إلا بخير، وأن تدعم القيم والمبادئ وتعززها ولا تهدمها.. وأن تتجنّب تسفيه الترفيه.