كان آخر اتصال لمسفر علي بركات الزهراني (٤٥ عامًا)مغرب أمس، عندما استنجد بالدفاع المدني؛ وذلك بعدما شعر بزحف سيارته التي كان يستقلها من فوق إحدى العبَّارات.
ويعمل "الزهراني" في مكافحة نواقل المرض بمركز الرعاية الصحية الأولية ببني حسن بالباحة، وهو عمل عادةً يكون في الأودية وخارج مقار الدوام.
وقالت مصادر لـ"سبق" إنه كان مقررًا أن يكون عمل موظفي المركز أمس الأحد بالقرب من تلك الأودية، وجرت العادة أن يذهب "الزهراني" لمعاينة المكان قبل أن يباشروا العمل فيه.
وكان الزهراني معه إحدى السيارات التي تعود ملكيتها للشؤون الصحية بالباحة من نوع "شاص تويوتا"، وكان مصطحبًا معه ابنيه، اللذين يبلغان من العمر ٧ و٨ سنوات؛ وذلك لمشاهدة آثار الأمطار التي وقعت أمس الأول، ولم يعلم بأن السيول ستكون قوية.
وأضافت المصادر: "اتصل الزهراني بالدفاع المدني قبيل أذان المغرب طالبًا النجدة عندما شعر بالخطر، إلا أنه لم يدم بعد الاتصال كثيرًا؛ إذ داهمتهم السيول الجارفة التي اقتحمت مركبته؛ وفُقد الاتصال به".
فيما استُنفر شباب قرية الزهراني ومن القرى الأخرى عندما سمعوا بالحدث، وكان عددهم يقارب ٤٠ رجلاً، حسب ما ذكرته المصادر، إلى جانب فِرق الدفاع المدني التي كانت متأهبة كذلك، واستمروا في البحث عن المفقود حتى الفجر، وذلك بعد أن خفّت السيول، ووُجدت المركبة عند العبّارة والابن الأصغر داخلها، بينما الزهراني والابن الأكبرأخرجتهما السيول من المركبة إلى الخارج.
وذكرت المصادر أنه تم تسليم الجثامين لمستشفى المندق العام، فيما ستقام الصلاة عليهم بعد صلاة العصر غدًا.