أظهرت عمليات عاصفة الحزم تميز القطاعات العسكرية السعودية في الدقة والمهارة والتناسق فيما بينها أثناء قيامها بالأعمال الموكلة لها، سواء من وزارة الدفاع أو الداخلية أو الحرس الوطني وجهاز
الاستخبارات الذي يناط به جهد كبير في توفير المعلومات عبر منسوبيه وعملائه السريين، مشكلا بنك معلومات في معقل المتمردين والإنقلابيين ويظهر ذلك من خلال دقة الضربات والأهداف الهامة التي يتم اصطيادها بدقة متناهية.
ومن بين الوحدات التي تميزت في عمليات عاصفة الحزم العسكرية أسراب لطائرات "التورنيدو" متعددة المهام التي تمتلك السعودية العشرات منها ما بين هجومية ودفاعية والتي تعد صناعة أوروبية
مشتركة لعدة دول على رأسها بريطانيا وألمانيا.
ونظرا لتكلفتها الباهظة فإن أربع دول فقط من بينها المملكة العربية السعودية والتي بدأت بالاستغناء
عن بعض أنواعٍ منها والاعتماد على أجيال حديثة من المقاتلات كالتايفون والf15sa.
وتقوم هذه المقاتلة الجبارة بمهام مختلفة من بينها الدعم الجوي للفرق الأرضية، نظرا لتميزها بالقدرة على التحليق المنخفض وبسرعات فائقة إلى جانب الدقة في ضرب أهدافها. كما شاركت في تطهير جبال الدود ودخان من مليشيا الحوثي، حيث عملت حينها كقاذفة ومطاردة للأهداف المتحركة، والثابتة وضربت عدة أهداف في وقت واحد. سواء بصواريخ جو -أرض أو بقنابل حُرة أو أخرى ذكية للأهداف الحساسة مع إمكانية تزويدها بصواريخ يبلغ مداها 12كلم حسب تصريح سابق لوزير الدفاع البريطاني.
كما شاركت قاذفات التورنيدو السعودية في قصف مدارج المطارات التابعة للإنقلابيين في صنعاء المحتلة في ربع ساعة الأولى من عاصفة الحزم وحيدت مواقع الدفاع الجوي للمخلوع علي صالح وأهداف استراتيجة أخرى؛ نظرا لقدرتها حمل ذخيرة كبيرة جدا.
وأغارات بعض الأسراب من قاعدة الظهران شرق السعودية وقذفت حمولتها على رؤوس الإنقلابيين الذين فشلت دفاعاتهم الجوية في رصدها نظرا لقدرتها على التخفي والتحليق المنخفض مع قدرتها على التزود بالوقود جوا، وهذا ما يمكنها من العمل لفترات طويلة.
وما زالت القاذفة المرعبة ترعد وتزبد فوق صنعاء المُحتلة وصعدة البائسة معطية "مطايا الفُرس" دروسا في معنى السيادة السعودية والشرعية اليمنية.
وأظهرت صور مؤخرا إحالة بعض أنواع طائرات التورنيدو للتقاعد بعد عقود من الخدمة في القوات الجوية السعودية بعد استبدالها بمقاتلات أحدث بينما طوّرت بعض الأنواع منها وأُعيد إعمارها في مصنع عسكري سعودي.