تكامل وتآخٍ بين الرياض وأنقرة.. الاقتصاد مفتاح للعلاقات الراسخة

ولي العهد يؤسس لحقبة تاريخية مع تركيا تسهم في مواجهة التحديات
ولي العهد محمد بن سلمان
ولي العهد محمد بن سلمان

تتجه العلاقات بين المملكة وتركيا صوب المثالية والتكامل والتآخي؛ الأمر الذي ينعكس على رفاهية الشعبين الصديقين، وهذا ما حرص عليه قادة البلدين خلال العقود الماضية، وأكدوا عليه في الكثير من المناسبات؛ إدراكًا منهم لأهمية تنمية تلك العلاقات في جميع المجالات، لتحقيق أعلى فائدة تعود على البلدين الصديقين.

وتأتي زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إلى تركيا اليوم، بعد زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة الشهر الماضي، التي الْتقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد؛ الأمر الذي يؤكد رغبة قادة البلدين في تطوير العلاقات، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار الاجتماعي والاقتصادي.

وكانت زيارة أردوغان إلى الرياض، قد عكست استشعاره للدور القيادي للمملكة في العالمين الإسلامي والعربي، ومكانتها العالمية في قلوب المسلمين في أرجاء المعمورة؛ فضلًا عن دورها المحوري في الاقتصاد العالمي من خلال توفير الطاقة لدول العالم.

ومن هنا، حرصت تركيا على توطيد علاقاتها مع المملكة، وتطوير التعاون المشترك معها، بما يخدم مصالح البلدين في جميع المجالات، وستكون زيارة ولي العهد اليوم إلى أنقرة، البابَ الذي يحقق تلك التطلعات بين البلدين، وبخاصة في الشأن الاقتصادي.

وبالرجوع إلى صفحات التاريخ، نجد أن المملكة ترتبط مع الجمهورية التركية بعلاقات تاريخية وثيقة، ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى العام 1929؛ وذلك إثر توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين في العام السابق له.

وقد توطدت العلاقات الثنائية بين الرياض وأنقرة عبر الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، وكانت أولاها زيارة الملك فيصل -الأمير حينذاك- إلى تركيا في عام 1932 في طريق عودته من رحلة أوروبية، وزيارته الثانية لها بعد أن أصبح ملكًا في عام 1966.

وسبق أن أكد أردوغان أن العلاقات بين أنقرة والرياض سترتقي إلى مستوى متميز جدًّا في مختلف المجالات؛ مثمّنًا زيارته التاريخية إلى المملكة قائلًا: "نحن كدولتين شقيقتين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية؛ نبذل جهودًا حثيثة من أجل تعزيز جميع أنواع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبدء حقبة جديدة بيننا".

وتابع: "نحن نؤكد في كل مناسبة أننا نُولِي أهمية لاستقرار وأمن أشقائنا في منطقة الخليج، مثل ما نولي أهمية لاستقرارنا وأمننا". وأكد أن بلاده تقف ضد جميع أنواع الإرهاب، وقال: "نولي أهمية كبيرة للتعاون مع دول منطقتنا ضد الإرهاب".

من جانبها، لا تتردد المملكة في مد يد التعاون والتآخي إلى تركيا، وترى أنها دولة محورية في القارة الآسيوية، وتقوم بدور كبير في عمليات التوازن السياسي في المنطقة؛ فضلًا عن كونها دولةً يمكن تعزيز المجالات الاقتصادية معها، بالشكل الذي يلبي طموحات الدولتين.

وما سبق، يفسر حرص سمو ولي العهد على مد الجسور وتعزيز العلاقات مع تركيا، كما هو الحال مع مختلف دول العالم والدول الإسلامية على وجه الخصوص، بما يحقق التنمية والازدهار للمملكة ولتلك الدول، ويسهم في تنسيق المواقف في مواجهة الأزمات والتحديات التي يواجهها العالم الإسلامي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org