تصوير - عمار الأحمدي: "السمك يا ولد" عبارة تسمعها بصوت عال عند دخولك لأسواق السمك في المدينة المنورة أو في المناطق الأخرى، وخاصة يوم الجمعة بعد أداء الصلاة، بعدما أصبحت وجبة السمك عادة عند المجتمع في هذا اليوم، إلا أن هذه العادة جاءت بسبب إشاعة أطلقها عشاق السمك قبل 40 عاماً في إحدى محافظات المملكة، ذكروا فيها أن "شرب اللبن أو الحليب بعد تناول السمك يسبب البرَص"، إلا أن هذه المقولة غير صحيحة وغير طبية إطلاقاً.
وفقاً للرؤية المتداولة عن السمك وشرب اللبن تعود لقبل 40 عاماً بعدما أصبح الطلب عالياً على السمك فارتفعت أسعاره حتى أن بعض الأنواع اختفت من السوق تماماً، ولم يعد متوفراً في الأسواق، في حينها كان الجميع لا يتناول الطعام إلا بوجود اللبن، الأمر الذي دفع عشاق السمك في إحدى المحافظات الغربية بنشر إشاعة بأن تناول السمك مع اللبن يسبب "البرص" أو التسمم.
وانتشرت هذه الإشاعة بين المجتمع وأصبح الغالبية يمتنعون عن شراء السمك في أيام الأسبوع، وخصصوا يوم الجمعة لتناوله، مما نتج عنه نزول الأسعار وتوفر الكميات بشكل كبير في ذلك الوقت، واستمرّت هذه الشائعة حتى أصبحت عادة عند المجتمع.
وقال الدكتور خالد محمد غليله استشاري باطنة وأمراض معدية، رئيس قسم مكافحة العدوى لـ "سبق" إن الأصل في الطعام عدم التعارض، ولا يوجد تعارض مطلقاً بين شرب الحليب، وأكل السمك، أو أي أنواع من الطعام في الأحوال العادية، مبيناً أنه لا يوجد أي داع لأكل السمك للأشخاص الذين لديهم حساسية للسمك، وكذلك لا ضرورة لشرب الحليب للأشخاص الذين لديهم حساسية للحليب، وقد يكون سبب وجود أشخاص لديهم حساسية للسمك أو الحليب هو المفهوم الخاطئ "شرب الحليب بعد تناول السمك يسبب البرَص".