توسعة الملك عبدالله الأكبر في تاريخ  المسجد الحرام

طاقتها الاستيعابية أكثر من مليون و600 ألف مصل
توسعة الملك عبدالله الأكبر في تاريخ  المسجد الحرام
تم النشر في

تعتبر توسعة خادم الحرمين الشريفين من أهم المشاريع التاريخية التي شهدها المسجد الحرام على مر العصور التاريخية بل وتُعد أكبرها من حيث المساحة وسعتها لأعداد كبيرة من المصلين، ولم ينس الشعب السعودي قبل خمسة أعوام عندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالبدء في تنفيذ المشروع.

وتُعد التوسعة الثالثة للدولة السعودية بعد توسعة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والملك فهد بن عبدالعزيز، وجاءت على مدى العصور التاريخية بعد توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قام بتحديد المسجد الحرام ببناء سور قدر القامة في السنة 17 للهجرة وبعد ثماني سنوات أحدث الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه توسعة أخرى زادت البيت الحرام مهابة ورفعة.

وأقام عبدالله بن الزبير رضي الله عنه منطقة الصلاة والطواف باتجاه الشرق وأضاف الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور مساحة إضافية من الشمال والغرب تلاه ابنه محمد المهدي لمضاعفة مساحته من الجهات كافة ثم أضاف الخليفة المعتضد زيادة من الشمال وأما الخليفة المقتدر وفي عام ٣٠٦هـ فقد أضاف زيادة من الغرب وبذلك استقرت مساحة الحرم المكي مع ساحة الطواف.

وفي العهد السعودي؛ بدأ الملك عبدالعزيز رحمه الله في أعمال التوسعة الأولى للدولة السعودية والتي تضمنت ضم المسعى للمسجد الحرام وأضيفت طوابق ضاعفت مساحته الكلية مع الدور السفلي كما تم توسعة منطقة الطواف.

وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، جاءت التوسعة الثانية للمسجد الحرام بإضافة كتلة من الجهة الغربية مترابطة ومتجانسة مع المسجد الحرام من حيث الطابع المعماري كما تم تهيئة السطح للمصلين وكذلك الساحات المحيطة ليتسع الحرم المكي الشريف لـ 600 ألف مصل بكافة توسعاته.

وفي السنوات الأخيرة؛ شهدت زيادة غير مسبوقة في أعداد الزوار والمعتمرين والحجاج ومع تطور وسائل التقل وازدياد أعداد المصلين بات المسجد الحرام في حاجة ماسة للتوسعة وأصبح إيجاد حل ذلك محور اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليضاعف مساحة المسعى أربع مرات لتأتي أكبر توسعة في التاريخ التي تقدر مساحتها بثلاثة أضعاف مساحتها السابقة لتتسع لأكثر من مليون و600ألف مصل في الظروف العادية وأما في المواسم والزحام فتستوعب أعداداً أكبر من الحجاج والمعتمرين.

وجاءت توسعة خادم الحرمين الشريفين التاريخية من الجهة الشمالية للمسجد الحرام وشملت ستة مكونات رئيسية وهي مبنى التوسعة والساحات الخارجية والجسور ومبنى المصاطب وممرات المشاة ومباني الخدمات بما فيها المراكز الصحية والدفاع المدني ومشفى ومحطة التكييف المركزية والتوليد الاحتياطية.

وتصب هذه المكونات في إطار التكامل فيما بينها لتكوين رؤية شاملة عصرية مع استخدام أحدث التجهيزات والتقنيات لتأمين راحة وسلامة الحجاج والمعتمرين ووصولهم بيسر وسهولة إلى المسجد الحرام.

كما تحتضن التوسعة البوابة الرئيسة وهي بوابة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترتفع فوقها مئذنة بشموخ لتصبح مآذن الحرم 11 مئذنة.

ولتسهيل حركة المصلين بشكل انسيابي وأكثر أمنًا ولإدارة وتفريغ حركة الحشود؛ روعيت إضافة عدد من الجسور ترتبط بين المصاطب الشمالية والمبنى الحالي للحرم مخترقة مبنى التوسعة بجميع مناسبها مع تهيئة الساحات الخارجية بين مبنى التوسعة والمصاطب الشمالية تستوعب أعدادا متزايدة من المصلين كما ستزدان هذه المنظومة المعمارية في الساحات الشمالية الجديدة بمظلات الفتح والغلق لحماية المصلين من الشمس والأمطار كما يتم تأمين دورات المياه والمرافق العامة أسفل الساحات كما يوجد بسطح التوسعة ساحات إضافية ومميزة للمصلين.          

وتتميز توسعة الملك عبدالله بن العزيز التاريخية بسهولة الوصول إليها من خلال 20 باباً موزعة بأرجاء التوسعة ويأتي أبرزها باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعد أكبر أبواب المسجد الحرام كما تتميز التوسعة بمكيفاتها المتطورة التي تشمل جميع أرجاء التوسعة كما يوجد بداخلها عدد من المشربيات التي تحتوي مياه زمزم كما تٰعد التوسعة أحد أهم أجزاء المسجد الحرام الذي يقصده ضيوف الرحمن.  

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org