كشف أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، مجموعة من التوقعات المثيرة عن برج "المملكة" بجدة؛ الأطول في العالم، وقال: "منها ذلك، اختلاف الصلاة والصيام بين الأبراج؛ حيث يختلف وقت المغرب في الأدوار ، السفلى يحين قبل وقتها في العليا بنحو4 دقائق، تخيّل أنك تفطر أسفل البرج ومن بالقمة صائمون!".
وأضاف لـ "سبق": "برج جدة العملاق سيكون المبنى الأطول في العالم بـ 252 طابقاً، وارتفاع يناهز 1كم بقليل، ويُتوقع أن يكون مرتعاً للصواعق في حالة وجود حالة من عدم الاستقرار الجوي العنيف، ومحط هدف المصورين في الحالات المطرية؛ لتصوير ضربات الصواعق المتتالية على جرم ناطحة السحاب الأطول في العالم".
وأردف: "قمة برج جدة العملاق ستتشكل حوله شُحنات سالبة تنتظر التلقيح من قاعدة السحاب التي يتشكل فيها شُحنات موجبة عندها يتم التفريغ عادة في أعلى المبنى، وناطحات السحاب، كما غيرها من المباني العالية مزوّدة بنظام موانع الصواعق لتفريغ الشحنات عبر كيابل إلى الأرض، وقد يُستفاد منها في المستقبل في شحن بطاريات بسرعة البرق والله أعلم".
وتناول "المسند"؛ المظاهر الجوية المتشكّلة حول برج جدة العملاق، ومنها: أن تصطدم الرياح العلوية بالبرج فتهوي إلى الأسفل مشكلة رياحاً هابطة نشطة The downdraught effect مما قد يسبّب ارتباكاً في الأرض المحيطة والمتاخمة للبرج.
وأكمل: "عندما تكون الرياح قوية قد تشكّل خطورة على الناس القريبين للبرج؛ بل قد تدفعهم إلى السقوط؛ بل إلى الدفع، كما حصل تحت أبراج الساعة بمكة في حالة رافعة الحرم عام 2015".
ومضى "المسند"؛ مع المظاهر الجوية المتوقعة: "تكوّن الغمام الخفيف حول قمة البرج دون غيره، وذلك عند توافر الرطوبة الجوية وبرود جرم قمة البرج في فصل الشتاء، وهذه فرصة للمصورين، ويُتوقع أن يتشكّل الندى على الزجاج البارد في أعالي البرج وقد يتجمّع حول النوافذ وعليه حبذا تصريفه واستخدامه في الري.
وعن كثافة الهواء وقيم الضغط الجوي أوضح "المسند": "سيكون الهواء أقل كثافة، وقيم الضغط الجوي أقل في المساحات المفتوحة في الأدوار العليا ، وهذا لا يتناسب ومَن لديه مرض في القلب، أو ضيق في التنفس، والله أعلم".
ولفت إلى أَن برج جدة العملاق سيُكوّن أكبر مزولة شمسية في التاريخ صنعها البشر عبر أطول ظل يرسمه مبنى على وجه الأرض؛ بل إن طول فترة ظهور الشمس في المناطق المحيطة والقريبة من البرج ستتقلص بمقدار يزداد وقربها من البرج".
وأشار "المسند"؛ الى أن زجاج برج جدة العملاق إن كان عاكساً لأشعة الشمس؛ فقد يكون أكبر مرآة عاكسة بالعالم، وقد يسبّب إزعاجاً للمنطقة المحيط به، وعلمياً درجة الحرارة تتناقص مع الارتفاع، وقد يصل الفرق بين الأدوار السفلى في برج جدة والأدوار العليا ـ على افتراض أنها مفتوحة في الهواء الطلق ـ نحو 6 - 7 درجات مئوية".
واختتم توقعاته عن البرج الأطول في العالم قائلاً: "من المظاهر أيضاً أن وقت الصلاة والصيام يختلف من ارتفاع لآخر، فمثلا، وقت صلاة المغرب في الأدوار السفلى يحين قبل وقتها في الأدوار العليا بنحو 4 دقائق (تخيّل أنك تفطر في أسفل البرج ومن في القمة صائمون)"، مضيفاً: "بينما وقت شروق الشمس يكون بالعكس يبدأ في الأدوار العليا قبل السفلى بنحو 4 دقائق، وعليه سيكون وقت النهار، وفترة الصيام في الأدوار العليا أطول من الأدوار السفلى بنحو 8 دقائق، ولله في خلقه شؤون".