تعيش العلاقات السعودية الأردنية عصرًا جديدًا من التعاون الثنائي المشترك في المجالات كافة، انفتاحًا يُرسّخ لعلاقة صلبة تجمع قيادتين تعملان على تقوية دعائم استقرار المنطقة والوقوف مع القضايا التي تمس الوطن العربي والإسلامي.
فقد بدأت جولة ولي العهد بمصر الحليف والقوة الإقليمية، لتليها الأردن، زيارة لها رمزية ودلالات تعكس الثنائية "الأردنية السعودية".
فليس على مستوى السياسة يجتمع البلدان بل تتسع الدائرة لتعم الأمن الإقليمي والسلم العربي، جهود تقودها الإدارتان، فهناك تقاطعات يقف عندها الطرفان والمتغيرات التي بدأت تلقي بظلالها على الشرق الأوسط تُحتّم على الجارتين مد جسور التعاون.
وعلى الرغم من أنها الزيارة الأولى لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لعمّان لكن على مدار السنوات الماضية لم تنقطع سبل التواصل والتنسيق بينهما، فالسعودية نقطة ارتكاز لكثيرٍ من الدول وقوة في العالمين العربي والإسلامي، والأردن تلعب دورًا رئيسًا في محور الاعتدال العربي وعلاقتها مع السعودية تتجاوز تقلبات المزاج السياسي.
فهما لا يجتمعان بالحدود البرية دون امتداد عشائري متأصّل وتقارب في العادات، وزار الأردن 1.5 مليون مواطن سعودي 2019، وعلى مستوى الاتفاقيات فقد شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الأردن في العام 2017، توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم، شملت العديد من مجالات التعاون بين حكومتي البلدين، والتي تهدف إلى خدمة مصالحهما المشتركة، والإسهام في رفاهية شعبيهما الشقيقين.
كذلك هناك مجلس تنسيق أردني سعودي أسس 2016 يتولى الإشراف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس.
وكذلك يقوم مجلس الأعمال الأردني السعودي بتكريس الخبرات من أجل دعم القطاع الخاص ونشاطاته، لتنمية العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية.
وأيضًا هناك لجنة الصداقة البرلمانية والتي تهدف إلى تعزيز العمل البرلماني المشترك بين البلدين عبر التواصل المستمر بين الجهتين، ويضم 9 أعضاء.
كما تشارك الأردن في اجتماعات الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الدورية من خلال برنامج تعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون في 11 قطاعًا.