منذ 100 عام ونحن نعطي الفرصة بشكل كامل للمنصات الدعوية في تنوير الشباب والطلاب، ونتج عن ذلك القاعدة الإحصائية التي تقول: الجيد ليس بجيد دائما، لأن خطأ 1% مثلا في المستشفيات سيؤدي إلى منح 2000 مولود سنويا إلى غير والديهم الحقيقيين، وخطأ 1% في المطارات سيؤدي إلى وقوع ما لا يقل عن 200 طائرة سنويا. بعيدا عن الأرقام وجفافها، ما نتج عن المائة العام كان جيدا، ولكن مع أخطاء تسبب بها الصوت الواحد. ليس المقصود مهاجمة تجربتنا، بل نحن نؤمن بأن دعاتنا ومشايخنا هم باب خير لنا وأن نواياهم الحسنة التي نحترمها لم تستطع أبداً أن توقف آلاف السعوديين الذين فجروا في أكثر دول العالم وأصبحت صورهم كإرهابيين تتناقلها وكالات الأنباء بل إننا نتألم حسرة على ما يتناقله الناس على واتس أب أحيانا من مشاهد توضح اعتقالات لشباب سعودي يعذب الآن في كثير من السجون. منحنا الفرصة كامله لخطب الجمعة وللمراكز الصيفية وحولنا الأنشطة الطلابية إلى عهدة المشايخ فقط (حتى الكشافة) دون غيرهم وحرمنا مظاهر كثيره تدعو للحب والحياه كما يدعو إليها إسلامنا العظيم، والآن وبعد كل هذا لماذا لا نعطي فرصة عادلة وحقيقية للتنوع في مجتمعنا نستثمر فيها مؤسسات وأدوات بلادنا الرسمية من خلال وزارة الثقافة والإعلام (جمعيات الثقافة والفنون) والرئاسة العامة لرعاية الشباب (الأندية) لماذا لا نعطيها نفس الفرصة ولكن أزمتنا الآن الكبيرة تكمن في سؤال كبير جداً وهو ما الذي تستطيع فعله بـ 15 مليون ريال سنوياً (هي ميزانيه جمعيات الثقافة والفنون بجميع فروعها للأسف) مقابل ما تستطيع فعله بمليارات الريالات؟ الأولى ميزانية الجمعية السعودية للثقافة والفنون موزعة على 15 فرعاً لكل الأنشطة والميزانية، الثانية بالمليارات مخصصة لوزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد من خلال 400 مكتب منتشرة في أنحاء المملكة، الحقيقي الآن أن شبابنا يحتاجون إلى استثمارات فكرية أخرى متنوعه ومختلفة، نحن بالتأكيد مجتمع مسلم ولكن غلب علينا الصوت الواحد، فأصبحنا مجتمعا يغلبه الرأي الواحد، إذا أردنا أن نراهن ونجعل مجتمعنا متعدد الأصوات علينا أن نستثمر في دور المسرح الشبابي، والفنون البصرية الأخرى والتي تقدم القيمة وتختزل الرسالة في حراك اجتماعي شهدته فطريا كل دولة على وجه هذه الأرض، منذ الأزل كان المكتشفون يجدون في كل المحفورات مكانا للعبادة ومكانا للمسرح والبيوت والأسواق.
جمعيات الثقافة والفنون الآن والتي يرأسها رجل يحترمه الجميع ويعرف وطنيته وعقلانيته سلطان البازعي تستطيع أن تساهم وبقوه في محاربه داعش بتوظيف الفنون وبتوظيف مواهب الشباب وتوجيهها نحن نحو حب الحياة والعمل واحترام الإسلام الحقيقي المعتدل في نسخته الأصلية وثقوا أننا إذا أردنا تفكيك الفكر الداعشي فيجب علينا تنويع الصوت السعودي داخل مجتمعنا واستثمار وسائله الجديدة فكثير من أبنائنا أصبحوا يعيشون داخل سناب شات، انستغرام وباث. وتويتر وفيس بوك فهذه هي مدارسهم الجديدة التي يمضون فيها ساعات طويلة ومن هنا أعتقد أنه يجب أن نؤمن بضرورة النظر إلى جمعيات الثقافة والفنون بطريقة أكثر احتراما، بل إن رفع ميزانيتها أصبح فرض عين يجب البدء فيه فورا لتكون فروع الجمعية في كل مناطق المملكة نوافذ مشرقة للحياة والوطنية والإنسانية والتسامح ولكل القيم التي دعا لها ديننا الإسلامي العظيم.