قبل أسبوع من تدشين تقليص رحلتها بين الرياض والدمام إلى أقل من 200 دقيقة، التي أعلنته الخطوط الحديدية، أفسد الحادث الذي تعرض له قطار ١٤، فجر أمس عند الكيلو ١٠ قرب الدمام، خطط تطوير السكك الحديدية وتقليص مدة رحلتها، حيث أعلنت قبل أربعة أيام عبر حسابها في تويتر أنها ستبدأ تقليص مدة الرحلة المباشرة بين الرياض والدمام إلى أقل من 200 دقيقة اعتباراً من يوم ٢٣ فبراير ٢٠١٧م.
وبررت الخطوط الحديدية أنَّ أسباب الحادث تعود إلى انجراف جزء من الخط الحديدي أدى إلى جنوح القطار عن الخط وانفصال العربات عن بعضها وانقلاب العربة رقم ٥ وإصابة ١٨ راكباً.
تحمل المسؤولية
فيما عبر المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنَّ كامل مسؤولية الحادث تقع على المؤسسة العامة الخطوط الحديدية التي لم تراعِ قواعد السير والسلامة في سوء الأحوال الجوية، وأخذ الحيطة والحذر في ظل الظروف المناخية التي قد تطرأ فجأة، وتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية التي ذكرت باستمرار هطول الأمطار الغزيرة على المنطقة الشرقية، فيما أكد المحامي والمستشار القانوني حمود فرحان الخالدي أنه يحق لمصابي حادث القطار الذي وقع فجر أمس وأصيب من خلاله 18 شخصاً بإصابات خفيفة إلى مقاضاة الجهة ذات الاختصاص والمطالبة بتعويض جبراً لما لحق بهم من ضرر مادي ومعنوي وذلك عن طريق التوجه إلى المحكمة الإدارية " ديوان المظالم " ورفع دعوى تعويض ضد الجهة ذات الاختصاص وفقاً للتقصير في أخذ الحيطة والحذر وتأمين القطار وملحقاته تأميناً شاملاً لمجابهة مثل هذه الظروف الجوية أو غيرها من الأمور التي قد تطرأ فجأة، والتي على إثرها وقع حادث الجنوح للقطار.
وأشار الخالدي إلى أن القضاء السعودي - ولله الحمد - يتميز بنزاهته وسرعة بته في الدعاوى المنظورة، مما يعزز الطمأنينة لدى المتقاضين ويزيد ثقتهم في وضع الأمور في نصابها الطبيعي وإعطاء كل ذي حق حقه.
الحادث الثاني خلال 5 سنوات
حادث انقلاب العربة هو الثاني من نوعه، بعد تعرض إحدى عربات القطار إلى انقلاب في27 يونيو 2012 والتي كانت رحلتها من مدينة الدمام إلى الرياض على بعد نحو 80 كلم من العاصمة، وأصيب نحو 40 شخصاً من الركاب نقلوا إلى عدد من المستشفيات بمنطقة الرياض، كما جرى نقل الإصابات الخطرة عبر طائرة عمودية.
انجراف الخط الحديدي وراء الحادث
قال رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المكلف الدكتور رميح بن محمد الرميح: "إنَّ الأسباب الأولية لحادث قطار الركاب رقم ١٤ كان نتيجة انجراف جزءٍ من الخط الحديدي عند الكيلو ١٠ قرب الدمام بسبب تعرُّضه لسيول شديدة منقولة بخلاف مجراها الطبيعي، التي أدّت إلى جنوح القطار عن الخط وانفصال العربات عن بعضها وانقلاب العربة رقم 5.
وأضاف: "وفور وقوع الحادث، تمّ إعلان حالة الطوارئ وإبلاغ الجهات المختصّة وفق الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، كما تمّ تشغيل القطار الاحتياطي لنقل جميع الركاب البالغ عددهم ١٩٣ راكباً إضافة إلى طاقم الرحلة وعددهم ٦ وعند وصولهم إلى محطة الدمام تمّ تقديم الإسعافات الأولية للمصابين البالغ عددهم ١٨ حالة كانت إصاباتهم بسيطة". مشيراً إلى "إغلاق الخط المتضرّر في حينه، وباشرت المؤسسة إصلاح الأضرار التي تعرَّض لها الخط الحديدي والقطار؛ تمهيداً لاستئناف الحركة بعد التحقّق من سلامة الخط وجاهزيته".