أنهى مهرجان "حكايا مسك"، الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" في المنطقة التاريخية بمحافظة جدة، فعالياته أمس الثلاثاء بتسجيله رقم 60 ألف زائر وزائرة من مختلف شرائح المجتمع.
وشهد المهرجان الذي استمر خمسة أيام فعاليات عدة ومتنوعة، توافد عليها آلاف الزوار، متنقلين ما بين "مسرح حكايا" الذي يستعرض قصص المرابطين في الحد الجنوبي للمملكة، وعرض أفلام سعودية ومسرحيات كوميدية، إضافة إلى أركان محترف الكتابة، والرسم، والمؤلف الصغير، وكذلك أنشطة الحكواتي، ومكتبة حكايا مسك، والركن التفاعلي.
وفي مسرح "حكايا مسك" برزت حكاية لأحد المرابطين في الحد الجنوبي، حيث كانت حكاية ملهمة لأحد المصابين الذي أصيب في الحد الجنوبي وهو الرقيب إبراهيم الحزمي الذي فقد بصره أثناء قيامه بواجبه الوطني، ووجّه من مقر المهرجان رسالة لزملائه في الحد قائلاً: "افخروا بقيادتكم، ودافعوا عن وطنكم فإنكم والله على الحق".
وقال "الحزمي": كنت أتمنى الشهادة في الجبهة وليس الإصابة فقط، وإنني أرغب في العودة إلى الحد الجنوبي؛ لمشاركة زملائي هناك، وسأعمل على الاقتداء بوالدي، وأمشي على خطاه، وسأدافع عن وطني بكل شجاعة.
وفي زوايا المهرجان، تناولت حكايا مسك فاكهة "الحبحب" من مفهومها التقليدي في المجتمع الحجازي الذي كان لا يتعدى مجرد كونها إحدى الأكلات القديمة التي دخلت إلى المنطقة عبر الجاليات الإفريقية القادمة للحج والعمرة، ليكتشف زوار فعاليات "حكايا مسك" أنها تحمل اسم "الفاكهة الخارقة"؛ لاحتوائها على قيمة غذائية كبيرة.
وللترويج لهذه الفاكهة بالشكل الصحيح، عمدت حسناء عبدالواحد إلى إنتاج أشكال متنوعة من المنتجات الغذائية وحتى التجميلية المشتقة من "الحبحب" بعد أن جرّبتها في بادئ الأمر على نفسها قرابة نصف عام.
وبيّنت "حسناء" أنها تصنع أنواعاً مختلفة من أقراص حلوى الحبحب لمرضى السكري، لا سيما وأن هذه الفاكهة تساعد في انخفاض معدل السكر والكوليسترول في الدم، فضلاً عن تقديمها على هيئة عصير؛ لتخفيف حدة حموضة طعمها التي قد تجرح اللسان إذا ما تم تناولها بشكلها الطبيعي.
ومن بوابة "حكايا مسك" في جدة التاريخية، عادت مجدداً الأدوار الحقيقية لعمد الأحياء قياساً على ما كان عمدة الحي يمارس عموديته قديماً، وسط دعوات بضرورة تمسّك العمدة في الوقت الحالي بتلك الأدوار وحمايتها من الاندثار، خاصة وأنها تعزز قيمة عمد الأحياء وتحفظ مكانتهم الاجتماعية.
وأبرز المهرجان مهام عمدة الحارة في السابق التي كانت تتنوع ما بين إنسانية واجتماعية وحتى اقتصادية، بطريقة تزيد من قوة ترابط النسيج الاجتماعي داخل كل حي، من ضمنها الصلح بين الأبناء والإخوان والأزواج.