يعاني خرّيجو الثانوية العامة وذووهم بالخفجي الأمرّين بسبب عدم وجود جامعة بالمحافظة، وما إن تنتهي اختبارات الثانوية العامة في المحافظة سنوياً حتى تتجدد معها معاناة المئات من الطلاب وذويهم في البحث عن قبول جامعي في إحدى جامعات المملكة متحملين مشاقّ السفر والتنقل والغربة؛ حيث إن أقرب جامعة تبعد حوالى 300 كم في الدمام.
ودفع عدم وجود جامعة بالخفجي الكثيرَ ممن لا تساعدهم ظروفهم المعيشية أو الاجتماعية إلى البطالة أو البحث عن وظائف محدودة الدخل لا تُرضي طموحهم.
معاناة مبكرة
التقت "سبق" بعدد من خريجي الثانوية من محافظة الخفجي، ويدرسون في جامعات المملكة بالأحساء والرياض والدمام؛ حيث قال الطالب عبدالعزيز العامري: بدأت معاناتي منذ يوم استلام الشهادة الثانوية؛ حيث إن لديّ رغبة في تكملة دراستي، ونظراً لعدم وجود جامعة بالخفجي، اضطررت للتوجه للأحساء (450 كم عن الخفجي)، والتسجيل في جامعة الإمام.
ويضيف: بعد القبول في الجامعة تبدأ المراحل الأخرى من معاناتنا حيث مشاقّ السفر والتنقل الأسبوعي للأهل في الخفجي؛ في ظل أخطار سوء بعض الطرق التي راح ضحيتها الكثير من زملائنا نتيجة الحوادث المرورية.
بطالة إجبارية
أما عبدالكريم العتيبي فيقول: نعاني الكثير من عدم وجود الجامعة؛ فبالإضافة لصعوبة القبول نواجه مشكلة السكن، والإيجارات المرتفعة، ومصاريف الأثاث، والنفقات الشخصية والدراسية.
وتابع "العتيبي": هناك الكثير من زملائي خريجو الثانوية دفعتهم ظروفهم الأسرية والمادية إلى الجلوس في المحافظة والبطالة أو القبول بوظائف ذات دخل ضعيف؛ بسبب أنهم لا يستطيعون تحمل مصاريف السفر والدراسة خارج المحافظة؛ برغم أن البعض منهم يحمل معدلات عالية.
مللنا الغربة
وقال شبيب الزعبي بنبرة غضب ممزوج بالحزن: مللنا الغربة وتعبنا من الطرق والتردد الأسبوعي، لا نطالب بالمستحيل؛ فقط نريد جامعة تحتضننا وتنهي هذا الاغتراب.
وتابع: لا نطالب بشيء من الكماليات؛ بل أصبح وجود جامعة بالخفجي مطلباً أساسياً ساهم عدم وجودها في أن أَصبح الكثير من أبناء المحافظة لا يحملون مؤهلات جامعية.
وطالَبَ الخريجون بأن يلتفت المسؤولون في وزارة التعليم لمعاناتهم، والعمل سريعاً على إنشاء جامعة للبنين حتى لو كانت محدودة التخصصات لحل هذه الأزمة التي تؤرقهم وتؤرق أهاليهم.
تعليم دون مشقة
من جهته، أكد علي فهد الشمري أحد أهالي الخفجي، أن من حق هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن التعليم أن يحصلوا عليه دون مشقة ومعاناة.
وأضاف: تُخَرّج المدارس الثانوية في الخفجي سنوياً مئات الطلاب الذين يبحثون عن فرص جامعية خارج المحافظة، ومع توالي دفعات التخرج أصبح الآلاف من أبناء المحافظة يدرسون خارجها لعدم توفر جامعة لدينا.
وأكمل: مع الأسف أبناؤنا وإخواننا محتارون بين الدراسة خارج المحافظة وتحمّل مشاقّ السفر والمصاريف الباهظة، أو الالتحاق ببرامج الدبلومات التي أضحت دون فائدة في ظل الحاجة للشهادات الجامعية.
ويختم "الشمري" بأن إنشاء جامعة للبنين في الخفجي سينعكس إيجابياً على المحافظة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، بالإضافة لخدمتها لبعض المحافظات والمراكز العديدة والقريبة من الخفجي.