حمي الوطيس!

حمي الوطيس!

في فضاء التقنية قال أحدهما للآخر: أنت داعشي وإرهابي! انفجر الآخر بغضب وقال: أنت علماني وملحد! الفضاء بكل شرائحه وفئاته -إلا من رحم ربي- توتر وتشنج واعتلت سحابة المؤامرة والتخوين، وانقسم إلى يمين ويسار، وبدأت حفلة السب والقذف والشتائم، ثم تدافعت النخبة إلى الفزعة -التي يقولون عنها سابقاً بأنها أحد مظاهر الرجعية والتخلف- وأصبحت الفزعة هي المحرك الأساسي لحفلة الركل والردح. ومع الفزعة الشعبية والنخبوية للتيار يمينه ويساره، صرخ الوطن بأعلى صوته: يا ناس يا هوه يا عالم:

الوطن يواجه ويعالج الكثير من الملفات الساخنة بل الملتهبة إقليمياً ودولياً. نذكركم.. جنوباً، تطهير اليمن من "أنصار طهران" الحوثي وعفاش وتضحيات قواتنا وقوات التحالف لإجهاض مشروع إيران التوسعي بالمنطقة. شمالاً، سوريا بين مطرقة نظام بشار الظالم وسندان "داعش" الإرهابية وأخواتها.. ولمحاربة التنظيم عسكرياً وإزاحة "الأسد" سياسياً، قواتنا والقوات التركية تتأهب لمد يد العون للأشقاء السوريين. إقليمياً، اضطرابات سياسية وعسكرية في معظم البلدان العربية، ناهيك عن تخاذل بعض الدول رغم مواقفنا المشرفة معها! دولياً، أمريكا الصديقة والحليفة صافحت طهران وفي عيونها غبش!

يا أصدقائي.. في عالم اليوم قفزت السلطة الرابعة إلى المرتبة الأولى في السلطة، فبالإعلام الجديد والتقليدي نستطيع أن نبني الثقة فيما بيننا، وبالإعلام ورسائله الإيجابية يتماسك الوطن ويقوى الصف وتتعزز اللحمة الوطنية، وبالأزمات يحتاج الوطن إلى إعلام قوي يفند ويبدد رسائل الأعداء وحملاتهم التشويهية، ويوضح للعالم بكل لغاته أكاذيب إعلام الأعداء، ويحذر من خطر ملالي طهران ونظام "بشار" و"داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية. الإعلام مؤثر جداً وفي عالم الإنترنت أصبح الكل ينتمي للقوة الناعمة، نعم حتى أنت!

تخيلوا لو أن مقالات الصحف اليومية وهاشتاقات الإعلام الجديد تواكب تحركات الوطن السياسية والدبلوماسية والعسكرية ، وتنتصر للوطن وليس للفكر ورموزه. الآن حمي الوطيس.. المعارك السياسية والعسكرية قائمة، والوطن بحاجة إلى أبنائه، والحروب تصنع نجوماً، فكن نجم هذه الحرب بالدفاع عن وطنك وليس عن مثقفك وشيخك وتيارك!

همسة قبل الختام: وزارة الثقافة والإعلام.. كيف الحال!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org