
نظَّم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان "سياسة وأمن الشرق الأوسط"، تناولت الحديث عن التأثير العالمي لوجود حزب الله اللبناني، وخطورة تنظيم داعش الإرهابي ودولة إيران وارتباط ذلك بالشرق الأوسط الجديد، وتحدث خلالها اثنان من الخبراء الدوليين في مجال مكافحة الإرهاب والشؤون الأمنية، وأقيمت في قاعة معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية للتدريب بالرياض، وسط حضور من المختصين بالشؤون السياسية والخبراء والأكاديميين وسفراء الدول الأجنبية والشخصيات العامة.
وأبدى مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الدكتور ماثيو ليفيت استغرابه من اعتبار ما يسمى حزب الله بحزب سياسي، مبيناً أنه حركة انتقالية اجتماعية في لبنان متورط في كثير من الجرائم في عدة دول، وتساءل: "كيف يكون حزباً إرهابياً ومدعوماً من الدولة؟، وكيف يمكن لأناس مثقفين أن يقفوا خلف هذا الحزب ويدعمونه، وقد صدمت لمعرفتي أن الحزب يتفرع في كل دول العالم".
وأكد الخبير الدولي في مكافحة الإرهاب أن الأمريكيين الموجودين في لبنان عانوا من تفجيرات حزب الله، موضحاً أن لدى الأمريكان العديد من الحقائق التي تثبت ذلك والمحكمة الفيدرالية تؤكد أنَّ كل ذلك مقصود، وأبان أن حزب الله يقوم بنشاطات إرهابية دولية وعمليات إرهابية في بيروت وعدة مدن بمساعدة إيران، حيث إن الخطف أكثر شيوعاً في جرائمهم بعد تفرعهم، وقد سبق وأن استهدفوا السفارة الأمريكية في بيروت واعتبروها احتلالاً للبنان، وإيران هي من طلبت منهم ذلك حسب تعبيره، مشيراً إلى أن علاقة حزب الله بإيران علاقة وثيقة لتقارب أفكارهم فلديهم كثير من النشاطات المشتركة.
وقال: "نشأ حزب الله في لبنان وتمدد في عدة دول، ومن أهم الأشخاص في تنظيمهم في الوقت الحالي سلمان رضا وهو في أمريكا الجنوبية، حيث يحاولون تفجير السفارات والمجمعات السكنية الأمريكية، كما يوجد شخص اسمه باسم هو أحد النشطاء في حزب الله في أستراليا، وأكثر مخططات حزب الله الإرهابية تم إفشالها قبل أن تحدث، حيث إنه من أنشطتهم غير القانونية تهريب الأسلحة الحربية والتجسس عبر الهاتف، وذلك للحصول على الأموال لتمويل مخططاتهم الإرهابية، فلديهم أموال طائلة يحصلون عليها بطرق غير شرعية، ويجندون أشخاصاً في أمريكا وأوروبا بمبالغ طائلة، ليؤمنوا لهم ما يحتاجونه، ويستخدمون جوازات سفر ووثائق مزورة للتسلل ودخول الدول".
وأوضح أنَّ حزب الله غاضب جداً من الخليج، وبالنسبة له كلمة سني أخطر عليهم من صهيوني، وهم يحاولون إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة، وحزب الله لديهم الكثير من المقاتلين يرسلونهم إلى سوريا واليمن على أنهم إسلاميون.
وقال الأستاذ الزائر في أكاديمية الدفاع في المملكة المتحدة الدكتور جاك كارافالي: "نحن نعيش في عصر الكراهية، سبق ونشرت ٤ كتب تتحدث عن أمور تتعلق بالشرق الأوسط وعلاقتها مع إيران في عصر تسوده الكراهية، وحزب الله يحقق لإيران هجماتها وأجندتها في منطقة الشرق الأوسط، مما خلق الأزمات في الشرق الأوسط التي هي في تزايد وتفاقم كبير وهي بمثابة حرب بين الاستقرار والأمان وبين الفوضى والعشوائية".
وأشار إلى أن إيران تقوم بالكثير من الأبحاث الممنوعة دولياً في مجال الأسلحة والصواريخ النووية، مبيناً أنه ليس هناك مبرر لكل سلاح نووي موجود اليوم سواء في إيران أو روسيا أو الصين والمجتمع الدولي لم يحل هذه المشكلة، وأكد أن إيران تستفيد من الأموال التي تمتلكها بتعزيز الجانب العسكري لها حتى تصل لأن تكون من القوى العسكرية في العالم.
وأضاف: "نحن بطيئون في محاولاتنا للتغلب على داعش، وأعتقد أنهم رجعوا إلى الأرياف وسيحافظون على أماكنهم، والعامل الزمني هو الذي سيحكم علينا في نجاحنا في التغلب عليهم. وقد وعد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بالقضاء على داعش بكل قوة، ولكن ترامب جاء إلى عالم السياسة الذي لا يفهم فيه شيء، فهو رجل أعمال وليس سياسياً، حيث هدم كل التوقعات بفوزه بالرئاسة".
وحول علاقة الولايات المتحدة بالسعودية قال الدكتور جاك كارافالي: "لا نعلم كيف سيكون تصرف ترامب في هذا الخصوص، ومن أهم الأمور التي تشغل وسائل الإعلام الأمريكية الآن هي توقعات ما سيفعله ترامب في الفترة القادمة، فترامب لم يبدِ رؤية بخصوص الشرق الأوسط. وأعتقد أن السعودية ستجد طريقها للمحافظة على علاقتها مع أمريكا، ويجب على الحكومات الاستجابة لجيل الشباب لأنهم سيقودون المستقبل لذلك يجب إعطاؤهم القوة والدعم".