
قالت الدكتورة خلود السقاف، إن طريق خالد بن الوليد الذي يقع شرق العاصمة، أو "شارع إنكاس" كما هو متداول بين عامة الناس، يشهد على جنباته تحدياً من نوع خاص من قبل عمالة سائبة تمثل قارتي آسيا وإفريقيا، وتتنافسان في السيطرة وإظهار مدى براعة أبناء كلٍّ منهما من خلال التواجد "غير الصامت" يُمنةً ويُسرة معظم ساعات اليوم، مؤكدة أن مثل هذا الطريق يمثل خطراً على حملة "وطن بلا مخالف" التي أطلقها ولي العهد.
وأضافت: "القصة التي تحكيها أرصفة هذا الطريق وتشهدها الأعين وتسمعها الآذان تقول: لو مررتَ بسيارتك في طريق خالد بن الوليد –ولسوء الحظ- ولأي سببٍ كنت قد أبطأتَ سرعة سيارتك أو أوقفتها أمام أحد محلات بيع السيراميك وأدوات الديكور والمطابخ وغيره مما يشتهر به هذا الشارع، فإنك ستجد نفسك -وفي غمضة عين- محاطاً من حيث لا تدري بجمعٍ غفيرٍ متنوّع الأشكال واللهجات واللغات، حينها ستحتار أذنيكَ في ملاحقة الكلمات وفهمها حتى تلك التي تنتمي للغتنا الأم ؛حيث إن "الأوردية" وغيرها تمتزج بالعربية وتتشكل في عباراتٍ غير مفهومة إلا بصعوبةٍ وجهد في نبراتٍ صارخة وحادة تُجهدُ الأذن والعقل في الفهم والترجمة لتصل بكَ للمراد منها ومن معناها".
وأبانت: "قارة آسيا بأبنائها من الباكستان وأفغانستان والهند وسريلانكا وبنغلاديش واليمن وسوريا، وقارة إفريقيا بكل مَن ينتمي إليها من السودان ومصر وإثيوبيا تلتقيان وتتجمهران حول نافذتك أو باب سيارتك تلاحقكَ بكلماتٍ وصراخٍ وتدافعٍ تعرضُ عليكَ الحرفية الصادقة أو المزيفة وتتباهى بالمهارة الفطرية أو المكتسَبَة وتتنافس في الأسعار الحقيقية أو التسويقية، فتجدُ نفسكَ بحاجةٍ للتواري والحماية من الأيدي التي تُقدّمُ لك كتيبات لا اختلاف بينها تحتوي نماذج من الأصباغ والورق وغيره من ضروريات الديكور وكلٌّ يُنادي بأعلى صوته: أنا الأفضل فاستأجرني واترك البقية غير المؤهلة مثلي".
وتابعت: "خذها مني أنكَ ستجدُ صعوبةً في فتح باب سيارتك والترجل منها لشراء احتياجاتك أو التنقل بين المحلات لمقارنة السلع والأسعار لأن الضغط الشديد من تلك الجموع المتجمهرة حولك ستمنعكَ من القيام بأي حركة، وتُكبّل حريتكَ وراحتكَ سواءً أنكَ رفضتَ تلك العروض أو قبلتَ أو حاولتَ عدم التجاوب معهم، فلن تتمكن من إبداء رأيكَ بسهولة أو اتخاذ أي خطوة في أي اتجاهٍ ترغَبُ؛ مما قد يُجبركَ –في بعض الأحيان واعتماداً على مدى تحمّلك وسعة بالكَ- على الصراخ والحديث بصوتٍ مرتفع مُعرباً فيه عن عدم رغبتكَ في التعامل معهم وتلك مصيبة، والمصيبة الأعظم لو -لسوء الحظ- رافقتكَ زوجتكَ أو بناتكَ فهنّ عُرضة لنظراتٍ تثير الغثيان، وقد تقع أعينهن على تصرفاتٍ وحركاتٍ غير لائقة لمجرد أنهنّ متواجدات أمام تلك المحلات لضرورة انتقاء ما يُناسب الترميم أو البناء وغيره".
وتضيف "السقاف": "هذا الوضع بدأ منذ سنوات وانتشر في عدة شوارع وطرق في مدن مملكتنا الحبيبة، وهو يزداد سوءاً يوماً بعد يوم لتزايد أعداد تلك "العمالة السائبة" وتنوّع جنسياتهم، ووطننا بفضل الله ينعمُ بالأمن ثم بفضل الجهود المبذولة لاستمراره في جميع أرجائه وكل صوره، وكلنا نعلم بالحملة التي أطلقها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله (#وطن-بلا-مخالف) وحددّ لها –مشكوراً- تاريخاً لتصحيح أوضاع تلك العمالة وغيرهم حرصاً منه على استتباب الأمن ومعرفته بمدى خطورة تواجدهم بعشوائية غير نظامية ساعاتٍ طويلة أمام أبواب المحلات وعلى قارعة الطرق وأمام أبواب المساكن والعمائر مما يجعل من هذه المناطق بؤراً للمشاكل يُخشى منها على أبناء الوطن والمقيمين والوافدين الآمنين مع عائلاتهم".
وتساءلت: "ألا يكفي ما تلقاه النساء من نظرات وتصرفات تجعل مرورهن أو تواجدهن الضروري في تلك الأماكن أمراً مكروهاً مخيفاً لهن، ألا يكفي أن الرجل لو ترك سيارته أو توقف بها فهو عرضة للصراخ والتدافع والدخول في مشادات كلامية أو العراك بالأيدي أحياناً، ألا يكفي أن التعامل معهم لأي سببٍ كان وإدخالهم البيوت والشركات لإنجاز عملٍ ما فيه خطورة وفتح أبواب للشر والمشاكل".
وقالت: "اجتماع القارات صورة تتكرر في طرق وأحياء مختلفة في مدن المملكة تتربص بالمارة أو الساكنين معلنةً بصراحة أنها باب للمشاكل وعدم الأمان، علينا أن نتعاون ونتكاتف في الوصول بوطننا إلى بر الأمان الذي تعوّدنا عليه وترعرعنا تحت ظلاله، وليكن كلٌّ منا عضواً فعالاً في حملة "وطن بلا مخالف"، لأن حصيلة تلك الحملة توفرّ لبيوتنا الأمن والراحة والسلامة، لنبدأ بعدم التعامل مع تلك العمالة السائبة والرزق بيد الله وحده، ولنغلق أبواب بيوتنا أمام خطرهم درءاً للمشاكل ومنعاً لما قد لا يُحمد عقباه، ولندعو الله الحفيظ أن تنتهي المدة المحددة لهذه الحملة الهامة على خير، ويتم تصحيح وضع من تنطبق عليه الشروط ويُؤمَنُ جانبُه وترحيل من يخالفها فيُقطع شره".
وختمت "السقاف" قائلة: "جزى الله الأمير محمد بن نايف على هذه الحملة المباركة الهامة للحفاظ على حرمات البيوت وساكنيها وعلى مسيرة الاقتصاد الحقيقية وسلامة البيع والشراء لأصحاب المحلات التجارية، ولكن حتى يحين موعد التنفيذ والتطبيق وتمام الانتهاء من ترحيل آخر مخالف من هذه البلد الغالية الآمنة، قد تقع أمور لا تُحمد عقباها".