"خوجة": جائحة "كورونا" زادت أهمية ربط التحديات البيئية بصحة الإنسان

أكد أهمية مضاعفة الجهود في مواجهة التحديات التي تواجه كوكب الأرض
أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ الصحة العامة البروفيسور توفيق خوجة
أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ الصحة العامة البروفيسور توفيق خوجة
تم النشر في

أكد أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ الصحة العامة البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أن احتفال المجتمع الدولي بيوم الصحة العالمي الذي يصادف اليوم السابع من أبريل 2022 تحت شعار "كوكبنا صحّتنا" يجسد أهمية العلاقة التي تربط بيئة كوكب الأرض بصحة الأنسان، إذ زادت أهمية ذلك في ظل ظروف جائحة فيروس كورونا الذي باغت كوكب الأرض في 2019، مما يؤكد على أهمية مضاعفة الجهود في مواجهة التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا.

وقال البروفيسور خوجة إن التوجه العالمي هذا العام يرّكز على الاهتمام بالإجراءات العاجلة اللازم اتخاذها لصون صحّة البشر والكوكب وتعزيز العمل من أجل إقامة مجتمعات تركّز على الرفاه، فبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإنه تنجم سنوياً أكثر من 13 مليون وفاة في جميع أنحاء العالم عن أسباب بيئية يمكن تجنبها، وهي تشمل أزمة المناخ التي تشكل التهديد الصحّي الأكبر والوحيد الذي تواجهه البشرية، بجانب كونها أزمة صحّية أيضاً.

وتابع "خوجة" أن من الأمور المفجعة أن هناك أكثر من 90 في المائة من الناس يتنفسون هواء غير صحّي وفق تقرير منظمة الصحة بسبب حرق الوقود الأحفوري بأنواعه، بجانب ارتفاع درجات الحرارة واستمرار البعوض في نشر الأمراض أسرع من السابق، كما أن الظواهر الجوية المتطرفة وتدهور الأراضي وندرة المياه تتسبب في تشريد الناس وتؤثر على صحتهم، ولا ننسى أن المواد الملوّثة والبلاستيكية موجودة في قاع أعمق محيطاتنا وأعالي جبالنا، وقد شقّت طريقها إلى سلسلتنا الغذائية، فالنظم التي تنتج أطعمة ومشروبات غير صحّية وعالية التجهيز تتسبب في زيادة انتشار ظاهرة السمنة وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، وتسهم في الوقت نفسه في توليد ثلث انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

وأبان البروفيسور خوجة أنه حان الوقت الآن أن تتفاعل وتتضامن جميع الدول في مواجهة كل أشكال التحديات التي تواجه بيئة كوكب الأرض، فالجمع بين صحة الكوكب وصحة الإنسان يعتبر الطريقة المثلى للمحافظة على البيئة وصد كل أنواع التلوث، فلا ننسى أن فيروس كورونا أظهر لنا مدى تأثير الأفعال كأفراد وشركات ومجتمعات، على الكوكب بشكل يومي، كما تبين أيضًا أنه ما لم نتحرك الآن، فإننا نخاطر بتعريض أنفسنا لمزيد من التهديدات في المستقبل، وخصوصًا أن التجاوزات السلبية بلغت أعلى درجات المخاطر الناتجة عن التطورات الصناعية والتكنولوجية الحديثة والمتسببة في تلوث البيئة بأخطر المواد الضارة، نتيجة تراجع الوعي البيئي في الحد من استنزاف مقومات البيئة وما ينجم عنه من أضرار جسيمة بصحة الإنسان تصل إلى حد الإصابة بأمراض العصر الخطيرة والمتمثلة في السرطانات والتشوهات الخلقية والإعاقات على اختلافها، فالإنسان هو المتضرر الأول حيث إنه مرهون ببيئته وحفاظه عليها فيه حفاظ عليه وعلى الأجيال من بعده بما تحمله البيئة من موروثات جينية تعاقبت وراءها أجيال حتى آلت إلينا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org